الحديث في الداخل الإســرائيلي عن التقصيــر والإخفاقات والمطالبة بالتحقيق. ففي الوقت الذي اعتبرت فيه المنظومة الإعلامية الإسرائيلية أن الحرب مثّلت هزيمة وفش سياســيّا وعسكريّا، فإن التغطية الحية والمباشرة التي قامت بها الجزيرة، كان لها دور حاسم في صياغة ذلك الموقف من خلال ما كانت تنقله للجمهور من تفاصيل وحقائق على الأرض. وكان من نتائج تلك الحرب الإطاحة بحكومة إيهود أولمرت، وهو ما اعتُبر هزيمة أخرى، وحالة غير مســبوقة في الصراع العربي-الإســرائيلي ســقط معها الكثير من اليقينيات الإسرائيلية والعربية معًا. يبدو أن انتهاج الجزيرة لهذه السياســة في علاقتها بإســرائيل من جهة وبالأنظمة العربية من جهة أخرى، ونجاحها فيما عجزت عنه الجيوش العربية، دفع أستاذ الإعلام تفوقت على كل من قناتي بي بي سي " والاتصال، ليون بارخو، إلى القول بأن الجزيرة البريطانية وسي أن إن الأميركية في التعاطي مع أحداث الشرق الأوسط، وخاصة في تغطية القضية الفلسطينية، وأن الجزيرة أصبحت تُصنّف من بين المؤسسات الإعلامية . ولأن الجزيرة أتت متأخرة زمنيّا، فقد استفادت من ((( " الثلاث الأكثر تأثيرًا في العالم تجربة القناتين الأخرييْن معًا، وأضافت عليها شيئًا من تجربتها الخاصة ومن خصوصية علاقتها بجمهورها وبالقضايا التي تهمه بدرجة أولى. ، تلك الوثائق " أوراق فلسطين " النموذج الثاني في تغطية الشأن الفلسطيني يخص الســرية التي حققت الجزيرة ســبقًا صحفيّا بالحصول عليها والكشف من خلالها عن مســار سِرّي ســلكته المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ولأن الأمر يتعلق وثيقة سرية عن المفاوضات التي استمرت لأكثر 1684 بأكبر تســريب إعلامي شــمل من عشــر ســنوات، فقد أصبحت الجزيرة، من خلال تغطية ذلك التسريب، طرفًا في . وقد خُصّص " إعلام التحقيقات السياسية " معادلة تسوية القضية الفلسطينية عبر بوابة ، لعرض ومناقشــة 2011 يناير/كانون الثاني 25 الحيّز الأكبر من نشــرة الحصاد ليوم تفاصيل ذلك السبق الصحفي بشأن سجلات التفاوض والتنسيق الأمني بين الحكومة الفلســطينية وإسرائيل لاستهداف المقاومة. ورغم تشكيك قيادة حركة فتح في صدقية الوثائق التي كشــفتها الجزيرة، واعتبار التســريبات تصبّ في مصلحة إسرائيل، إلا أن الجزيرة بهذا الســبق الصحفي، تكون قد كشــفت عن سردية أخرى لتلك المرحلة من مراحل تاريخ القضية الفلسطينية، عبر تحقيقاتها الصحفية. إن الغاية من استدعاء هذين النموذجين في تعاطي الجزيرة مع القضية الفلسطينية، Barkho, Unpacking the Discursive and Social Link, p. 22. (((
197
Made with FlippingBook Online newsletter