أحدث ظهــور الجزيرة مفاجأة مهنية غير مســبوقة فــي تاريخ العمل ثانيــا: الإعلامي العربي، ســواء بســبب مضامينها أو مهنيتها العالية. وسرعان ما تحولت المفاجــأة إلــى مســتوى عالمي بعــد نحو عامين على تأسيســها، حيــن انفردت . 1998 بتغطيــة حية للقصــف الأميركي على العــراق في ديســمبر/كانون الأول وقــد أصبحت هذه القدرة على الســبق والتميز المهني ســياقًا متصــً فيما بعد، تجســد في قوة التغطيات، لاســيما خلال الأحداث الكبرى، مثل غزو أفغانســتان )، وغزة 2006 )، والعــدوان الإســرائيلي على لبنــان ( 2003 )، والعــراق ( 2001 ( ). وفــي كل هــذه التغطيات، أثار الســبق والحضور 2021 / 2014 / 2012 / 2008 ( المهني القوي جدً سياســيّا وإعلاميّا عن دور الجزيرة وتأثيرها. لكن هذ الجدل شــمل أيضًا مضامين التغطية؛ حيث قدمت الجزيرة فرصة لرؤية مختلفة للأحداث مــن منظور إقليمي، أنهى الاحتكار الغربــي لقولبة الوعي الإخباري والمعلوماتي. وهــذا فــي حدّ ذاته منجز مهــم، بغضّ النظر عن طبيعة الجــدل وعن أطرافه بين منتقــد ومؤيد. وما زاد في حدة ذلك الجدل، بثّ الجزيرة صورًا ومشــاهد فورية أو مســجلة لمواقــف وأحــداث وضحايا لتلك الحروب والأحداث. وقد تســبب ذلك في إحداث صدمة للوعي الشــعبي العالمي. ومن أمثلة ذلك صور الأســرى الأميركييــن فــي العــراق، وضحايا العمليــات الأميركية في العراق وأفغانســتان، والاعتــداءات الإســرائيلية في لبنان وغزة، ونداءات الرهائــن لدى كل من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة. فتحت منابرها للآراء والأصوات التي لم تكن تجد منبرًا في الســابق، ثالثا: Spencer ســواء داخل العالــم العربي أو خارجه. وعلى حدّ تعبير سبنســر تاكر ( أول وســيلة أخبار رئيســية ناطقة بالعربية في الشرق " )، أصبحت الجزيرة Tucker الأوســط تقدّم بشــكل طبيعي وجهات النظر الرســمية الإســرائيلية، بالإضافة إلى . وقد تســبب ذلك في ((( " المنظمات الإســ مية المحظورة والجماعات المتشــددة انتقادات وشــكوك مبكــرة تعززت مع عرض القناة صور وبيانــات تنظيم القاعدة ومشــاهد من عملياته العسكرية، إضافة إلى خطابات زعيمه، أسامة بن لادن. وفي اعتبرت الولايات المتحدة قنــاة الجزيرة صوتًا للقاعدة، اعتبرتها المنظمات " حيــن .http://gg.gg/mpqvw ،) 2020 الثاني تشرين / نوفمبر 15 الدخول تاريخ ( :2017 Spencer C. Tucker (ed.), U.S. Conflicts in the 21st Century (U.S: ABC-CLIO, California, ((( 2016), p. 61.
241
Made with FlippingBook Online newsletter