الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

حين 1998 تمامًا في أراضيها. ولم يُستخدم سلاح الإغلاق والمنع إلا بداية من العام ، حين اتخذ 1999 أغلــق الأردن مكتب القناة في عَمّــان، ثم تبعته الكويت، في العام ، طلبت السلطات المغربية من 2000 قرارًا مشابهًا. وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام . ((( مراسلة الجزيرة التوقف عن التعامل مع القناة تاريخًا مفصليّا في العلاقات الدولية وفي النظام العالمي. فقد 2001 وكان العام سبتمبر/ 11 تسبب الاعتداء الإرهابي على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في أيلول، في خلق موجة من الارتدادات السياســية والأمنية تواصلت لعقود لاحقة. فقد تســبب الحادث في ردّ أميركي ســريع تمثل في غزو أفغانســتان، واعتماد الولايات المتحدة مقاربات عسكرية وأمنية وسياسية حادة وغير مسبوقة، أثّرت بشكل واسع على المنطقة العربية التي تربطها بالسياسة الأميركية علاقات قوية. لكن هذا التأثير تحول إلى مارس/ 20 نمط من التدحرج الاستراتيجي بعد الغزو الأميركي/البريطاني للعراق في . في تلك الحوادث، كان أمام الجزيرة فرصة حقيقية لتعزيز نجاحها المهني، 2003 آذار وهو ما حصل بعد ذلك بالفعل. لكن النجاح الذي تحقق على مســتوى عالمي، نقل حالــة الغضب على الجزيرة من الأنظمة العربية إلى الإدارة الأميركية. وكان ذك بداية تحدّ جديد للشــبكة، فتح الباب أمام نوع من الاستســهال من قبل الأنظمة العربية في السنوات اللاحقة لغلق مكاتب القناة أو منعها من العمل أو التشديد عليها. وقد وصل الأمر حدّ اعتقال مراسليها والاعتداء الجسدي عليهم. ، تعــرض مكتب الجزيرة في كابول إلى قصف 2001 في نوفمبر/تشــرين الثاني الطائرات الأميركية، ونجا مراســلها تيســير علوني، وطاقم المكتب من ذلك القصف، واســتطاعوا الخروج من أفغانســتان بسلام بعدما ساد اعتقاد باحتمال تعرضهم للأذى ، اعتقلت القوات 2001 ديســمبر/كانون الأول 15 . وفي ((( مــن قبل القوات الأميركية الأميركية مصوّر قناة الجزيرة، ســامي الحاج، خلال تأدية عمله في أفغانســتان. أُودع قبل أن يطلق سراحه " الانتماء لتنظيم القاعدة " الحاج بعد ذلك معتقلَ غوانتنامو بزعم ، دون توجيه أي تهمة رســمية. كان العنف الأميركي تجاه 2008 في مطلع مايو/أيار الجزيرة نمطًا جديدًا من التعامل مع الشــبكات الإعلامية، وقد تكرر لاحقًا أثناء غزو أبريل/نيســان، مكتب الجزيرة 8 ؛ حيث قصفت طائرة أميركية في 2003 العــراق فــي في العاصمة بغداد، لكن القصف تســبب في استشــهاد مراسل الجزيرة، طارق أيوب،

. نفسه المرجع ((( . نفسه المرجع (((

245

Made with FlippingBook Online newsletter