الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

. الأنظمة العربية ونمطية استهداف الجزيرة 4 كان مفهومًا الحذر الذي واجهت به الحكومات العربية الجزيرة منذ بدايتها. لكن هذا الحذر وربما الانزعاج من تغطياتها ومن سقف حريتها العالي لم ينعكس في ردود فعــل فوريــة من قبل العواصم العربية. ما يلفت الانتبــاه أن أطقم الجزيرة في الدول العربية لم تواجه أي انتهاكات أو عقوبات أو معوقات رسمية لعملها خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر القناة. وحتى في الســنوات اللاحقة، كان ما واجهته الجزيرة من إغلاقات وانتهاكات محدودًا، ولم يؤثر بشكل كبير في نشاطها وتغطيتها الشاملة. غيــر أن تحوً واضحًا في أســاليب التعامل القانوني والأمنــي مع الجزيرة وأطقمها . ويعود ذلك 2001 فــي العالــم العربي، وحتى في دول غربيــة، حصل مع نهاية العام التغيير بالأســاس إلى سلوك الســلطات الأميركية السياسية والعسكرية تجاه الجزيرة، والإجراءات التي اتخذتها لإعاقة عملها والانتهاكات التي ارتكبتها ضد أطقمها. ويبدو أن ذلك السلوك مثّل نموذجًا ملهمًا لبعض الحكومات العربية فاستنسخته واستسهلت تكراره بعدما رأت أن أقوى الديمقراطيات في العالم تمارسه دون رادع. خلال الســنوات الخمس الأولى من عمر الجزيرة، تعرّض مراســلوها ومكاتبها وطواقمهــا الفنيــة إلى عدد قليــل من التجاوزات أو الانتهــاكات، كان أبرزها إغلاق . باســتثناء ((( ) 2001 ) ورام الله ( 1999 ) والكويت ( 1998 مكاتــب الجزيرة في عمّان ( ذلك، مارست الجزيرة عملها في العديد من الدول العربية والأجنبية دون عوائق قانونية أو تهديدات أمنية تُذكر. ولكن خلال وبعد غزو أفغانســتان والعراق، ازدادت بشــكل ملحوظ الانتهاكات التي تعرضت لها مكاتب الجزيرة وأطقمها. وبالمقارنة مع السنوات ، وقوع 2006 وحتى نهاية 2001 الخمس الأولى، شهدت السنوات الخمس التالية، من ســبعة عشــر انتهاكًا في العديد من الدول العربية، إضافة إلى اعتقال مراســل الجزيرة . وشهدت ((( السابق في كابول، تيسير علوني، أثناء زيارته لإسبانيا، وإخضاعه للمحاكمة ، نســقًا مماثً بوقوع ثمانية 2011 وحتى نهاية 2006 الســنوات الخمس اللاحقة، من عشــر انتهاكًا واعتداء. وقد ازداد هذا النســق بشــكل واضح خلال السنوات الخمس )؛ حيث تعرّض مراســلو الشــبكة وأطقمها إلى ثمانية وعشرين 2016 - 2011 اللاحقة ( انتهاكًا واعتداء. وكان واضحًا ارتباط هذه الزيادة بثورات الربيع العربي، وانزعاج الكثير . سابق مرجع ، الحقيقة ثمن ((( . نفسه المرجع (((

248

Made with FlippingBook Online newsletter