الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

وأغلقوا مدخله لعدة ســاعات. وينقل مدير مكتــب الجزيرة في لبنان، مازن إبراهيم، أن بعض التغريدات لزميل انتقد فيها زوجة مســؤول حزبي، دفعت أحد قياديي ذلك تحذيرنا من مغبّة تعرّض الفريق إلى مكروه في حال اســتمر وجوده في " الحزب إلى إحدى المناطق، عازيًا الأمر إلى استحالة ضبط مناصري التنظيم. وقد تكرر هذا النوع من الضغوط عدة مرات خلال السنوات الماضية ووصل في إحدى المرات حدّ مطاردة فريق الجزيرة من قبل ســيارات تُقلّ مســلحين. ثم تحوّلت هذه الممارسات بعد ذلك إلى أسلوب تسعى من خلاله بعض القوى النافذة إلى ممارسة ضغوط لفرض إملاءات تحريريــة. ولم يكن لدينا من أدوات لمواجهــة تلك الضغوط غير الثبات على النهج . ((( " التحريري الذي يعتمد الضوابط المهنية لشبكة الجزيرة . تحقيقات الجزيرة وأساليب الضغط عن بعد 6 في النموذجين الســابقين تتبين حدود ما يمكن أن تتعرض له التغطية الإخبارية التقليدية للجزيرة من ضغوط في دول يتوزع النفوذ والسلطة فيها بين الدولة ومؤسساتها الرســمية المعروفة من جهة، وقوى فرعية مختلفة الأشكال والمرجعيات والقدرة من جهــة أخرى. في المقابــل، تتبين أيضًا قدرة الجزيرة علــى مواجهة تلك التحديات، والاستمرار في أداء عملها ونقل الأحداث وفق معاييرها التحريرية المهنية رغم تعدد السّلَط وتوزّع مواقع القرار وتنافسها فيما بينها. ولكن تحدي الجزيرة للسلطة بمختلف أشكالها لم يقف عند تنويع آليات عملها الميداني وإنما أيضًا عن طريق تنويع محتواها الإخبــاري والبرامجي. وقد لعبت برامجها الاســتقصائية التــي تبثها قنواتها الإخبارية دورًا كبيرًا في هذا الســياق. ومثلما واجهت مكاتبها وشــبكة مراسليها المنتشرين في أنحــاء العالــم عراقيل ميدانية وضغوط لثنيهم عن نقل الأخبار بحرية ومهنية، واجهت طواقمها العاملة في البرامج الاستقصائية صعوبات مشابهة وصلت إلى حدّ تهديد حياة بعضهم وتشــويه ســمعة الآخرين. وقد صدرت تلك التهديدات من حسابات وهمية عبر وســائل التواصــل الاجتماعي، فضً عن محاولات متكــررة لاختراق الهواتف لأغراض التجسس. يضاف إلى ذلك التحذيرات المتكررة من السفر إلى بعض البلدان . ما يسترعي الانتباه، أن الجهات التي أُنتجت حولها ((( والتهديد بالاستهداف الجسدي تلك البرامج الاستقصائية عمدت إلى أساليب جديدة تمكّنها من التغلب على تحدي . نفسه المرجع ((( .2021 شباط / فبراير 25 ،) الإلكتروني البريد عبر مقابلة ( " أعظم خفي ما " برنامج مقدم ، المسحال تامر (((

254

Made with FlippingBook Online newsletter