الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

البُعد الجغرافي. فليســت كل الطواقم المنتِجة للبرامج الاستقصائية في الشبكة مقيمة في البلدان التي تتعلق بها تلك البرامج. ومن بين الأســاليب المســتخدمة لعرقلة هذا النمط من المحتوى وتجاوز صعوبات الجغرافيا، نسوق الأمثلة التالية: - الإرهاب النفســي للصحفيين والعاملين في البرامج الاســتقصائية، سواء من خلال التهديدات المباشرة بالقتل أو غيره من الأذى الجسدي، أو الهجمات الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بغرض ترويعهم وعرقلة أعمالهم. - التجســس على الهواتف والحواسيب الشــخصية الخاصة بالصحفيين لمعرفة خططهم وخطوط ســيرهم وغير ذلك من المعلومات المتعلقة بنشاطهم، والتي يمكن استخدامها للضغط عليهم والإيحاء بأن حركاتهم كلها تحت الرقابة. - تزويــد معــدّي البرامج، بطرق مختلفة، بمعلومــات ووثائق مزوّرة تبدو كأنها حقيقية ومفيدة لبرامجهم، من أجل اســتخدامها في تشــويههم والطعن في مصداقية البرامج التي ينتجونها وفي مصداقية الشبكة بشكل عام. - إرباك عملية إنتاج البرامج ومحاولة تعطيلها من خلال الضغط على الشــهود والضيوف المحتملين لتلك البرامج، وحمْل بعضهم على التراجع عن موافقات سابقة للظهور والحديث والإدلاء بشــهاداتهم. وتســتفيد هذه الأنماط من الضغط من البيئة السياسية وحتى القانونية المعادية للجزيرة في بعض الدول العربية بشكل خاص. هــذه الأســاليب، وغيرها، تســتخدمها الجهات التي ترى نفســها متضررة من تحقيقات الجزيرة، ســواء أكانت دوً أم أجهزة حكومية أم لوبيات وجماعات ضغط أم شــركات كبرى تســتغل القانون وتتحايل عليه وتوظّفه لفائدتها، خاصة إذا كانت تمارس أنشــطة غير مشروعة من قبيل غسيل الأموال والفساد والاستغلال والتجسس وغيــره. وما يضع الجزيــرة في مواجهة هذه القوى والكيانــات المختلفة هو الطيف الواســع من التحقيقات التــي تنتجها قنواتها والتي تتناول قضايا حساســة نذكر منها على ســبيل المثال: اللوبي الإسرائيلي في المملكة المتحدة وأميركا، جوازات قبرص الاستثمارية، أوراق فلسطين، لوبي السلاح في أستراليا، الفساد في بنغلاديش، تبييض الأموال في الإمارات، الجماعات اليمينية المتطرفة في أميركا، التجسس على هواتف ، على " ما خفي أعظم " صحفيي الجزيرة وأجهزتهم. ومن بين ما تعرض له طاقم برنامج سبيل المثال، اختراق برمجيات تجسس إسرائيلية متطورة لأحد الأجهزة الرئيسية التي يستخدمها فريق البرنامج، إلى جانب هواتف الصحفيين العاملين فيه. وقد تمكّن فريق

255

Made with FlippingBook Online newsletter