الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

الســيطرة على مكان اســتراتيجي في سلسلة الاتصال، " نظرية تعني فيما تعنيه " البوابة بحيث يصبح حارس البوابة ســلطة اتخاذ القرار فيما ســيمرّ من خلال بوابته وكيف ســيمر إلى جمهوره المســتهدف. وهي بذلك تطول أمرين: ما يجري نشــره وما يتم منعه. وقد شــكّلت الجزيــرة تحديًا حقيقيّا للحكومات علــى الصعيدين معًا، وذلك بتقديم رواية أخرى لما يجري نشره دون أن يبقى ما يتم منعه بمنأى عن يد الجزيرة التي مثّلت نموذجًا لنظرية أخرى هي نظرية إشباع الجمهور، منطلقة من فكرة الحرية . وقد تطورت هذه النظرية بدورها، بعد عقد من الزمن، إلى نظرية المشاركة ((( الإعلامية الديمقراطية، التي يرتكز محورها الأســاس على الاحتياجات والمصالح والآمال التي . ((( يحملها الجمهور الذي يستقبل المحتوى الإعلامي في هذا الســياق، يرى جمال زرن أن الإعلام العربي الجديد وُلد وتمظهر أكثر مع قناة الجزيرة الإخبارية، بحكم أنها أدخلت على عنصر التلقي مكونات جديدة من خلال تعددية خطابها وإثارتها لقضايا بات النقاش العمومي بشأنها ممكنًا وطنيّا وقوميًا. من بين تلك القضايا: الشأن العام، والتعددية السياسية، والمقاومة، والتدخل الأجنبي، الإفرازات التي أثارتها " . ويدلّــل زرن على ذلك بـ ((( والمعارضــة، والحريات، وغيرها الجزيرة في المشهد الإعلامي، وعلى النظام الرسمي العربي، وعلى العلاقات العربية والغربية؛ إذ توجد عشرات الشكاوى ضد قناة الجزيرة أغلبها من دول عربية. ومُنعت الجزيرة من العمل في كثير من الأماكن، وأثار حضورها أزمات سياســية ودبلوماســية وصلت حدّ سحب السفراء وسجن صحفييها واستهدافهم. وقد جرى التعامل مع هذه الأحداث على أنها لا تمثل شــأنًا إعلاميّا بقدر ما هي أزمات سياســية تدخل في إطار . ((( الأيديولوجيا وخطاب المؤامرة ويأخــذ زرن علــى الخطاب العاطفــي الأيديولوجي الذي يتــردد في المقاهي والنــدوات وتتناقله المخابرات عن ماهية الجزيــرة وما لها وما عليها، بأنه حديث لا خطاب المؤامرة " صلــة لــه بالبحث العلمي بقدر ما هو خطاب يدخل فيما يُطلق عليه في الجزيرة : في ، " العام والمجال والتلقي التعددية في : إليه منظورًا العربي الإعلام " ، زرن جمال ((( الدين ونور المولى عبد الدين عز تحرير ، والأكاديميا والسياسة الإعلام في أثرها : عامًا عشرين .42 ص ، 2016 ، ناشرون - للعلوم العربية والدار للدراسات الجزيرة مركز ، بيروت ، ميلادي . نفسه المرجع ((( .102 ص ، نفسه المرجع ((( .147 ص ، نفسه المصدر (((

264

Made with FlippingBook Online newsletter