الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

بعض الأخطاء القليلة جدّا، إذا أخذنا بعين الاعتبار حداثة تجربة استعمال تكنولوجيات الاتصال والإعلام الجديد. ومع اندلاع ثورتي ســوريا واليمن، كان ســيل من المواد يصل إلى الجزيرة دون انقطاع. وقد بثت الجزيرة مقطع فيديو قالت إنه يُظهر تعذيب سجناء على أيدي قوات الأمن اليمنية وتبين لاحقًا أنه فيديو قديم يخصّ سجناء عراقيين. لقد وقعت الجزيرة في خطأ لم يكن مقصودًا، فاعتذرت للمشاهدين وقامت بتصحيح الخبر. جاء الاعتذار خلال دقائق من نشره ولم يظهر سوى مرة واحدة، لكن ذلك كان فرصة انتهزتها بعض . تجدر الإشــارة هنا، إلى أن ((( الجهات لمهاجمة الجزيرة والتشــكيك في مصداقيتها هذا المثال هو الوحيد الذي يردده منتقدو الجزيرة حين يذكرون أخطاءها في التعامل مع المواد التي تصلها عبر مســتخدمي وســائط الإعلام الجديد. وحين نتحدث عن الجهد الذي تبذله الجزيرة في التحقق من صحة المحتوى الذي يصلها عبر هذا السيل " فبركة " الهائــل مــن المعلومات والأخبار، لا ينبغي أن نغفــل دور بعض الأنظمة في المعطيات وتســريبها للإعلام على أنها حقائق. فالأنظمة القمعية تلعب دورًا أساســيّا في التضليل ومحاولة الإيقاع بوســائل الإعلام، خاصــة منها ذات المصداقية والتأثير مثل شــبكة الجزيرة. فإلى جانب فبركة المعطيات، والتضييق على الجزيرة ومراسليها والمتعاونين معها بغرض منعهم من الوصول إلى مصادر الخبر، تستخدم تلك الأنظمة جيوًشا إلكترونية مدرّبة على تشويه الحقائق ومتحفزة باستمرار للإيقاع بالجزيرة وضرب مصداقيتها، وهذا أحد الأساليب الجديدة لاستهدافها. في هذا الســياق، شــكّلت الحالة الســورية أكبر التحديات على صعيد التحقق، خاصة مع الإجراءات التي انتهجها النظام الســوري ضد الإعلام. لقد نشرت الجزيرة الكثيــر من مقاطع الفيديو الصحيحة، لكنها وقعــت في بعض الأخطاء القليلة مقارنة بســيل المواد التي كانت ترد إليها، كأن يُنشــر فيديو على أنه من سوريا ليتضح لاحقًا أنه من مكان آخر وبتاريخ قديم. فآليات التحقق في الشبكة كانت موجودة ولكنها لم ، لم يكن 2014 تكن قد تحوّلت بعدُ إلى تخصص دقيق يمنع كل الأخطاء. فحتى العام في غرفة أخبار الجزيرة قسم خاص لهذا الغرض، ولا سياسة تحريرية مفصلة للتعامل ، قررت القناة الإخبارية تأسيس وحدة 2014 . وفي العام ((( مع هذا النمط من المحتوى الإعــ م الاجتماعــي داخل غرفة الأخبار، يعمل بهــا فريق متخصص. وكان من أبرز مهامها التحقق من المحتوى الذي ينتجه المستخدم على اعتبار أنه بات مصدرًا مهمّا .20 ص ، سابق مرجع ، وآخرون مرعي ((( .23 ص ، نفسه المرجع (((

284

Made with FlippingBook Online newsletter