الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

أخبار وصور. فأصبحت القنوات العالمية تســأل عن حامل الراية الجديد هذا: تراقب ما ينقل، وتسعى لإبرام اتفاقيات تعاون معه. وهذا ما أكده مدير الجزيرة آنذاك، محمد كنت أرى في تلك الأيام، وأنا خارج من مكتبي أو داخل إليه، كيف " جاســم العلي: أصبحت الجزيرة محجّا للمحطات الأجنبية مثل بي بي سي البريطانية، وأن هتش كاي اليابانية، وســي أن أن، وآي بي ســي، وفوكس نيوز الأميركية. كلّ جاء ليحصل على صور حصرية لقناته. وبما أن الجزيرة كانت في ذلك الوقت تسعى إلى الانتشار، كنّا . ((( " نعطيهم الصور مجانًا فينقلونها بشكل جماعي إلى قِبلة للصحفيين من بلدان عديدة، " ثعلب الصحراء " لقد تحوّلت الجزيرة بعد يزورونها لإجراء مقابلات مع صحفييها ومســؤوليها، كما أصبحت موضوعًا للباحثين . فقد جذبهم جميعًا ذلك ((( الأكاديميين في مختلف الجامعات والمؤسســات البحثية وبذلك دخلت الجزيرة مرحلة العالمية ، الصوت الحر الجديد، صوت الجنوب العالمي وأصبحت ندًا للكبار. وأضحى اســم الجزيرة على لســان القاصي والداني، وانتشرت من الخيام البدوية التي تغمرها أشعة الشمس في الصحراء الليبية إلى منازل " شهرتها الأثرياء الأميركيين الموصولة بالتكنولوجيا. وأصبحت محطة التليفزيون الناشــئة، التي تتخذ من قطر مقرّا لها، اسمًا مألوفًا، ليس أقله بين عمالقة الطاقة في هيوستن، الذين . ((( " يمثّل نفط الشرق الأوسط شريان حياتهم . أسباب البداية الناجحة 10 ذهب الصحفيون والأكاديميون الذين كتبوا عن الجزيرة كل مذهب في استقصاء أســباب النجاح الاســتثنائي للجزيرة. ومع ذلك لم يتوقفوا كثيرًا عند بعض الأسباب الجوهرية التي لا يدرك أهميتها إلا أولئك الذين أســهموا في تأســيس هذا المشروع. فالحرية كانت هي العامل الأساس، بإجماع المؤسسين، في النجاح الباهر الذي حققته لقد أفهمونا أننا نحن من يحدّد هامش " الجزيــرة. هذا ما يؤكده جعفر عبــاس بقوله: . نفس المعنى جاء في شــهادة ((( " الحرية، وأنه لا توجد جهة تفرض علينا ســقفًا معينًا . سابق مرجع ، شخصية مقابلة ، العلي ((( الدراسات في الجزيرة " بعنوان الكتاب هذا من التاسع الفصل راجع ، الموضوع هذا حول للمزيد ((( .235-205 ص المولى، عبد الدين لعز " الأكاديمية Vesely Milan, «Al Jazeera Kicks up a Sandstorm,» The Middle East, Issue 325, (July- ((( Aug 2002), p.10. (accessed 21/12/2020) https://cutt.ly/BkqkGiQ. . سابق مرجع ، شخصية مقابلة عباس، (((

33

Made with FlippingBook Online newsletter