الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

الأنظمــة العربية منها مبكرًا، فاتخذ بعضها إجراءات للتضييق عليها وعلى مراســليها، إضافــة إلى إثارة الشــبهات حولها وحول تمويلها وأهدافهــا وأجندتها الحقيقية. وقد شــهدت الســنوات الثلاثة الأولى على انطلاقها إغلاق بعض مكاتبها مثل مكتبها في ، بعد حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس عن اتفاقية 1998 عمّان، الذي أُغلق في العام ، بسبب اتصال هاتفي لأحد 1999 وادي عربة. كما أُغلق مكتبها في الكويت، في العام العراقيين مع برنامج كان يُبثّ مباشرة، رأت فيه السلطات إهانة لأمير البلاد. ولكن تلك الضغوط والمضايقات، التي تضاعفت واشتدت واختلفت أساليبها في الســنوات اللاحقة، لم تؤثر في نجاح الجزيرة، ولم تدفعها لتغيير سياستها التحريرية. فقد مضت الجزيرة بعيدًا في جعل مقصّ الرقابة في مؤسسات الإعلام العربي الرسمي بلا جدوى، ونزعت من يد الحكومات الاستبدادية جهاز التحكم في الخبر والمعلومة وصناعــة الــرأي. ولا يمكن أن نفهم التغييرات الهائلة التي شــهدتها المنطقة العربية في العقدين الأخيرين، على المســتويين الإعلامي والسياســي، بمعزل عن الثورة التي أحدثتها الجزيرة في عقول الناس وقلوبهم.

36

Made with FlippingBook Online newsletter