الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

الفصل الثاني التطور المؤسسي للجزيرة

كريم الماجري

مقدمة تُمثّل تجربة الجزيرة في التطوّر المؤسسي وتحوّلها من قناة إخبارية ناطقة باللغة العربية، معنية أساسًــا بتغطية قضايا العالم العربي، إلى شــبكة إعلامية عالمية متعددة القنــوات والمنصات الرقمية واللغــات، نموذجًا مُهمّا للرصد والبحث والتحليل. فقد تشــكّلت هذه التجربة الفريدة في ســياق متدرّج يتفاعل مع تطوّرات الواقع ويستجيب لمقتضياته وما يحتاج إليه من نُظم ومؤسّســات وسياســات. وقد ترافق هذا التوسّــع مع تطور على المســتويات الإدارية والمالية والقانونية والعملياتية-التشــغيلية. في هذا نفسه لم يكن حاضرًا لحظة إطلاق قناة " الشبكة " الإطار، ينبغي التأكيد على أنّ مفهوم ، بل جاء نتيجة هذا السياق المتدرّج، وهذا التطور المؤسسي 1996 الجزيرة في العام المستمر. يدرس هذا الفصل مسيرة الجزيرة في تطوّرها المؤسسي، ويستعرض أبرز مراحل التوســع التي شــهدتها على مدى ربع القرن الماضي. وعلى الصعيد النظري، يستفيد الباحث في قراءة هذه المســيرة من مفهوم التطوير المؤسسي واستراتيجياته المختلفة. فقد شــهدت العشــرية الأولى من تجربتها قفزة نوعية على مســتوى انتشار مراسليها ومكاتبهــا لتصل إلى مختلف مناطق العالم وقاراته. وقد تطلّب ذلك الانتشــار تطوّرًا موازيًا على مســتوى الإدارة والتنسيق بين مختلف الوحدات وإيجاد الحلول المناسبة للتحديــات المتزايدة علــى الأصعدة الإدارية والقانونية والمالية والتكنولوجية. ثم بلغ التطور المؤسســي للجزيرة مدى جديدًا فــي عقدها الثاني مع إطلاق قنوات جديدة، بالإضافة إلى إطلاق مجموعة من المنصات الرقمية الناطقة بلغات متعدّدة. وتواصلت مســيرة التطور المؤسسي في السنوات الأخيرة بتأسيس قطاع رقمي متخصص وبعث المزيد من المنصات والمشاريع التي من شأنها أن تعزِز من مكانة الشبكة ومن قدرتها التنافسية في ساحة الإعلام العالمي.

37

Made with FlippingBook Online newsletter