الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

علــى الوجــه الأكمل. هــذه الرؤية، التي ترفــض اختلاف التصنيــف بين المحوري والمساند، تقودها فلسفة العمل الشامل التي تعتبر أن كل مكونات المؤسسة ضرورية بنفــس القــدر، وأن تضافر جهود كل القطاعات والإدارات هي الضامن الوحيد لتأمين محتوى إعلامي متميز. وهذه عملية يشــترك فيها الموظفون الإداريون والمهندســون الفنيون ومبدعو الغرافيكس والصحفيون ومنتجو الأخبار والبرامج ومقدموها وغيرهم. بل تشــمل أيضًا كل موظف أو عامل في الشــبكة بقطع النظر عن المهمة التي يؤديها طالما أنها تصبّ، في نهاية الأمر، في مصلحة تيســير عمل شاشات الشبكة ومنصاتها المختلفة. الاتجــاه الثاني يــرى أن هناك تدرّجًا في الأولويــات واختلافًا في الأهمية بين مكوّنات الشــبكة بين ما هو محوري أو أساســي وما هو خدمي أو مســاند. على هذا الأســاس، ينبغي أن يختلف التصنيف ويختلف معه الوضع الإداري لتلك المكوّنات. فالجزيرة في الأصل مؤسســة تليفزيون (أي شاشــة)، وكل ما سواها من شؤون إدارية وموارد بشرية ومالية وتقنية وقانونية وغيرها جاء لخدمتها. ومع تطور النقاش في هذه المســائل، تقارب الاتجاهان وأصبح القائلون بضرورة الفصل يرون أن المسألة يمكن حلّها عبر تصنيف كل ما يدخل ضمن الأعمال التي تكون في خدمة الشاشــة مباشــرة ضمن العمل المحوري، في حين تُصنَف كل مؤسسة أو قطاع داخل الشبكة يمكن أن يكون عمله مســتقّ بذاته ويؤدي عمله بشكل مستقل عن الشاشة، ضمن المؤسسات المساندة. وكان من بين القطاعات التي خضعت لنقاشات مطوّلة في هذا الصدد، قطاع الإبداع الفني، الذي يســهر على صيانة الهوية البصرية للجزيرة ويتعامل مع الشاشــة . ((( بشكل مباشر وقــد حُســم هذا الجدل أخيرًا باعتماد وجهة النظــر القائلة بفصل كل ما يتعلق مباشــرة بالشاشــات ضمن العمل المحوري، ويكون ما عداها ضمن العمل المساعد. وتجدر الإشــارة هنا إلى أن كل تلك النقاشــات جرت ضمن أطر الثقافة التي أرستها شبكة الجزيرة ورسّختها في أوساط مسؤوليها وموظفيها؛ حيث تُتخذ القرارات المهمة بعد إخضاعها للنقاش ودراسة المكاسب والمخاطر وتقييم الفائدة المرجوة منها لخدمة رسالة الشبكة الأساسية ودعمها. الباحث استقاها المساندة والمؤسسات المحورية المؤسسات حول بالحوار المتعلقة المعلومات ((( الجزيرة لشبكة العام المدير مكتب لدى المستشار ، الزين الدين صلاح مع شخصية مقابلة عبر . الإعلامية

51

Made with FlippingBook Online newsletter