الجزيرة تروي قصتها: دراسات في العمق

الفصل الثالث الرّيادة الرقمية لشبكة الجزيرة

محمد المختار الخليل

مقدمة عندما دُعينا، مجموعةً من الصحفيين، لتأسيس موقع إلكتروني إخباري تابع لقناة ، كانت تلك تجربة فارقة، أنجبت صحافة رقمية 2000 الجزيرة، منتصف مايو/أيار عام جديــدة بكل المعايير، فاصلةً بين عهدين في الصحافة العربية، وســائلَ وموضوعات وخدمــات. كانت تلك بداية الانتقال من مجال محدود في البث والإرســال، أحادي الحامل أو المنصة، إلى فضاء واسع متعدد المنصات، نقل المؤسسة مبكرًا إلى عالمية المنصات ليجســد عالمية التوجه. وكان هذا الاتجاه أصيً في الشــبكة التي لم تكن تملــك يومها إلا قناة واحدة هي القناة الإخبارية الناطقة بالعربية. وســيتبيَن في وقت لاحق أن الشبكة بَنَت استراتيجيتها على البدء بالرقمنة قبل البث التليفزيوني، وقد تجلّى ، 2003 ذلــك في القنوات الجديدة، خاصة القنــاة الإنجليزية التي انطلق موقعها، عام . 2006 قبل ظهورها على الشاشة في العام لــم تكن الجزيــرة في بدايتها مؤسســة رقمية، بالمعنى الذي اســتقر عليه هذا المصطلــح لاحقًــا، بل كانت تليفزيونًا خطيّا يعمل بطريقة رقمية للبث عبر شــبكات الأقمار الاصطناعية وأنظمة الكابلات الرقمية. كان ذلك هو العمل الرقمي مقابل العمل التقليدي للبثّ الذي لا يتجاوز البث عبر محطات أرضية محلية. فلما جاوز التليفزيون ذلك ليكون بثّه أوسع فضائيّا كان الانتقال للرقمنة في سياق البثّ التليفزيوني. وكانت الإنترنــت ثــورة في مجــال الرقمنة، فقد نقلها إلى مفهوم جديد، أو لنقل توسّــع فيه كثيرًا بحيث أصبحت رقمنة الأعمال التليفزيونية جزءًا محدودًا من هذا العالم الجديد. ، وانتقاله إلى البث 2000 وهكذا، بتأسيس موقع الجزيرة على الإنترنت، في مايو/أيار ، انتقلــت الجزيرة فعً إلى العالم الرقمي أو 2001 الفعلــي، فاتح يناير/كانون الثاني لنقــل إنهــا خطت الخطوة الثانية في مجال تعامــل الرقمنة مع المحتوى. وقبل ذلك، ، في ســياق عمر الشبكة " 2 الويب " كانت الجزيرة قد عايشــت مرحلة ما كان يُعرَف بـ

83

Made with FlippingBook Online newsletter