العدد الثالث من مجلة لباب

الجغرافيا السياسية للتنظيمات الجهادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل

109 |

حملـة اعتقـالات وإعدامـات اسـتهدفت عناصـر “الحازميـن” فـي التنظيـم بتهمـة الغلـو .)3( والتشـدد والتكفيـر غيــر أن مــا يهمنــا هنــا هــو الزاويــة الأخــرى لهــذا التخنــدق الفكــري والأيديولوجــي داخـل التنظيـم، إذ كان مـن اللافـت للانتبـاه أن أغلـب معتنقـي فكـر تيـار “الحازميـن” وقادت ـه ينتمـون لمنطق ـة المغ ـرب العرب ـي وشـمال إفريقي ـا، مـع وجـود أنصـار لهـم ف ـي السـودان وقلـة مـن المشـرق العربـي؛ لذلـك سـنجد حـن نعـود إلـى الوقائـع أن أغلـب الإعدام ـات، الت ـي نفذه ـا تنظي ـم الدول ـة ضـد “الحازمي ـن” بتهم ـة الغل ـو والتط ـرف، اسـتهدفت بعـض التونسـيي والجزائريـن والمغاربـة، ومـن أبـرز مـن تم إعدامهـم بهـذه التهمـة: “أبـو جعفـر الحطـاب التونسـي”، وهـو قيـادي سـابق فـي تنظيـم أنصـار الشـريعة بتونــس، وكذلــك “أبــو مصعــب التونســي” و”أبــو أســيد المغربــي”، و”أبــو الحــوراء الجزائ ـري”، و”أب ـو عب ـد الله المغرب ـي”. ويعـود السـبب الرئيـس لانتشـار النزعـة “الحازميـة” بـن التونسـيي وأبنـاء دول المغـرب ـر التيـار، أحمـد بـن عمـر الحازمـي، زار تونـس ِّ ظ َ ن ُ العربـي أكثـر مـن غيرهـم إلـى أن م ، بع ـد سـقوط نظ ـام الرئي ـس المخل ـوع، زي ـن العابدي ـن ب ـن عل ـي، 2011 أواخـر، ع ـام وأقــام فيهــا فتــرة مــن الزمــن، قابــل خلالهــا العشــرات مــن أنصــار التيــار الســلفي الجهـادي، وألقـى هنـاك العديـد مـن المحاضـرات والـدروس والـدورات العلميـة، فـي المسـاجد والتجمعـات العلمي ـة، فـكان لـه تأثي ـر كبي ـر عل ـى الشـباب السـلفي التونسـي الرجــل ورؤاه العقديــة، ونشــروها فــي ليبيــا وفــي َ منهــم أفــكار ٌ الذيــن اعتنــق عــدد صف ـوف الجهادي ـن الجزائري ـن وغيره ـم م ـن أبن ـاء المنطق ـة. . المنطقة في انتظار “الحازميين” 2 بعـد انهيـار الخلافـة فـي سـوريا والعـراق، بـدأت المرحلـة التاليـة مـن مسـيرة التنظيـم،

Made with FlippingBook Online newsletter