العدد الثالث من مجلة لباب

| 142

ـا ع ـن م ـدى ّ ً السياس ـي وإنت ـاج الديمقراطي ـة ف ـي العال ـم العرب ـي، يغ ـدو الس ـؤال بديهي فاعليـة هـذ التطـور التواصلـي فـي خلـق (أو التمهيـد لــ) مجتمـع يمكـن أن ينتظـم بطريقة ر مـن الثقافـة السياسـية السـائدة التـي تفرضهـا َّ مسـتقلة، مـن دون سـلطة عليـا، وأن يتحـر أمـام ً تباينـت منطلقاتهـا الفكريـة والأيديولوجيـة. وهـل نحـن فعـ ْ الطبقـة المسـيطرة، وإن َّ حـل َ ي ِ “ديناميكيـة تواصليـة جديـدة تـذوب فيهـا الانتمـاءات القديمـة وتتفـي المراتـب ل هـا أداء شـبكي الطابـع، وأهـم مـا فيـه حسـاب عـدد مـرات الاتصـال والروابـط”، َّ محل Francis( كمــا يفتــرض المتخصصــان فــي مجــال العالــم الرقمــي، فرانســيس بيزانــي )، واللـذان يذهبـان إلـى التأكيـد علـى أن Dominique Piotet( ) ودومينيـك بيوتيـه Pisani ـا مـن الديمقراطيـة السـامية”، وأننـا ً هـذه “الديناميكيـة التواصليـة الجديـدة” “ترسـم ضرب نتجـه إلـى “عالـم يكـون فيـه جميـع مسـتخدمي الإنترنـت سواسـية، لأن الشـبكات لا Benjamin( ). وف ـي سـياق مشـابه، ي ـرى بنجامـن لوفل ـوك 1(” ـا للمرات ـب ً تعي ـر اهتمام ـة للتعبيـر بحريـة دون هيئـة َّ ا بالمسـاواة وجن ً ا كبيـر ً ل وعـد ِّ ) أن الإنترنـت “يشـك Loveluck .)2(” ـس علـى التـداول المسـتمر َّ س َ ؤ ُ ـا أعلـى لديمقراطيـة المشـاركة، م ً رقابـة، بـل ونموذج لكــن هــذه “الديناميكيــة التواصليــة” والتــي قــد تصــل فــي حدودهــا القصــوى إلــى مــا يســمى “النضــال الإلكترونــي”، تبقــى مــع اســتثناءات محــدودة، دون “مشــترك جمعـي” يتيـح توحيـد الـرؤى وبلـورة خطـة عمـل ميدانيـة؛ ذلـك أن هـذه “الديناميكيـة ـا فـي ً التواصليـة” عبـارة عـن جماعـات “شـبكية” فـي الإنترنـت تتوافـق فيمـا بينهـا تقريب اتجـاه عكسـي، أي إنه ـا مجموعـات م ـن الأف ـراد م ـن دون ارتب ـاط. إنه ـا مجموعـات خاصـة نشـأت حـول مركـز اهتمـام مشـترك أو حـول هويـة أو قضيـة مشـتركة. وبمقـدار مـا أن الجماعـات الشـبكية “سـائلة” ويتـم الخـروج منهـا بمجـرد نقـرة ليـس فيهـا الكثيـر ـح” ولا يديـن بشـيء لأي َّ ا؛ فالفـرد فيهـا “يتصف ً لـزم الفـرد أبـد ُ مـن المجازفـة، فهـي لا ت

Made with FlippingBook Online newsletter