| 144
نقديــة متشــككة، وتوســيع مفهــوم التواصــل إلــى مــداه الأقصــى وبشــكل متــوازن، أي إن الوظائ ـف التاريخي ـة الت ـي حددتهـا “لجن ـة ماكبراي ـد” فـي تقريرهـا الصـادر عـام عـن اليونسـكو تغـدو قابلـة للتطبيـق العملـي، ولا سـيما منهـا: الإعـ م، والتنشـئة 1980 الاجتماعيــة، والحفــز، والمناقشــة والحــوار. ـا بـ ً وهكـذا، فالإعـ م الرقمـي، أو ثـورة تكنولوجيـا الاتصـال والمعرفـة، أوجـدت عالم قيـود، وخـارج إطـار سـلطة الدولـة. كمـا أن “الاتصـال الإلكترونـي المتعـدد الوسـائط ل فيـه الفـرد باسـتمرار بـن مواقـع البـث والتلقـي، وتنصهـر َّ ا يتحـو ّ ً شـبكي ً يحقـق مجـا .)5(” داخلـه العوامـل الفرديـة أوجـد دخـول الإعـ م الرقمـي إل ـى الفضـاء العرب ـي، فـي السـنوات القليل ـة الماضي ـة، ـخ يطبـع، إلـى الآن، المجتمعـات العربيـة، سـواء علـى صعيـد ِّ ا لتقليـد مترس ً ـا مغايـر ً مناخ العلاقـة بـن رأس السـلطة الحاكمـة وعمـوم الشـعب، أو لجهـة الآفـاق التـي فرضهـا هـذا الإعـ م، علـى صعيـد الحصـول علـى المعلومـة، أو لجهـة إمكانيـة النشـر والتعبيـر. فـي ٍ فالمجتمعـات العربيـة وجـدت نفسـها، بعـد تقنـن صـارم ورقابـة ومنـع، أمـام وفـر فـي الآراء والمواقـف، كانـت حتـى سـنوات قليلـة رهن قرار السـلطة: ٍ ع ُّ المعلومـات، وتنـو مـدى المعلومـة يقـف عنـد حـدود إرادة الحاكـم، المعلنـة أو المضمـرة، أو حتـى المفترضـة ا لمقــص ً (مــن قبــل الرقيــب). بــل إن المجتمــع قــد يكــون فــي أحيــان كثيــرة امتــداد ل علـى مسـتوى بعـض المجموعـات أو َّ سـج ُ ـت” قـد ي ُّ الرقيـب مـن حيـث ضبـط أي “تفل الأفـراد. فنحـن فـي العالـم العربـي لا نـزال نعيـش “فـي أجـواء السـلطوية السياسـية التـي ـب بالتعدديـة ولا تشـجع الحـوار المفتـوح ولا تحتـرم الآراء المخالفـة”. ِّ لا ترح فالقيــم السياســية الراســخة تســتمد قوتهــا مــن ضعــف مقومــات الديمقراطيــة بــكل ـا، ّ ً تراثهـا وآليـة اعتناقهـا وتطبيقهـا. بمعنـى آخـر، فـإن الديمقراطيـة مسـار تراكمـي، علمي
Made with FlippingBook Online newsletter