العدد الثالث من مجلة لباب

| 162

وقـد أصبـح المجـال الإعلامـي العربـي “فضـاء تتصـارع داخلـه قـوى عديـدة ومتباينـة )؛ وذل ـك “بسـبب التقني ـات الحديث ـة مـن إمكان ـات 15(” باحث ـة عـن موقـع تمركـز لهـا وافـرة لتلقـي مضامـن إعلاميـة جديـدة”. فــي النمــوذج الســابق علــى هــذه الثــورة الرقميــة، كانــت “أجهــزة الإعــ م العربيــة ـا. ً خاضعـة بشـكل أو بآخـر للسـلطة عـن طريـق الإدارة أو التمويـل أو الرقابـة أو كلهـا مع هـذا الوضـع يعنـي سـير تلـك الأجهـزة علـى النهـج الـذي ترسمـه أيديولوجيـة الدولـة، فقدهـا جوانـب مـن المصداقيـة التـي تؤهلهـا ُ وهـو أمـر مهمـا قيـل عـن صـدق نوايـاه، ي .)16(” للعمـل بفاعلي ـة وفـي المقابـل، فـإن نمـوذج موقـع “تويتـر” كسـر هـذا الثالـوث الـذي كان يتيـح للسـلطة فـرض رسـالتها الأحاديـة. فـالإدارة بقيـت، إنمـا “المؤسسـة”، أي “الوسـيلة” التـي سـبقت الإشــارة إليهــا، غــدت دون قيــود مكانيــة وتنظيميــة، بــل لــم يعــد هنــاك مــن دور د بـه المؤسسـات التقليديـة الراسـخة َّ احتـكاري فـي نقـل الرسـالة الإعلاميـة، كانـت تتفـر (الصحافــة المكتوبــة والإذاعــة والتليفزيــون..). فالرســالة الإعلاميــة أصبــح لهــا، مــع “تويتـر” وغيـره مـن وسـائط مشـابهة، سـبل وإمكانيـات هائلـة للانتشـار خـارج حـدود د” فـي كل زوايـا المعمـورة. ِّ الجغرافيـا والسـيادة الوطنيـة، لتبلـغ كل “مغـر عل ـى عنصـر التموي ـل؛ فالوس ـائل الإعلامي ـة التقليدي ـة، بم ـا ه ـي ُّ والأم ـر عين ـه يصـح مؤسسـات كبيـرة، تحتـاج إلـى تمويـل كبيـر لضمـان اسـتمراريتها. أمـا فـي موقـع “تويتـر” نـة، فالبوابـات العالمي ـة ومحـركات البحـث أدمجـت خدمـة اسـتحداث الموقـع َّ أو المدو ل َّ بصـورة مجاني ـة، بمـا يسـمح للمسـتخدم بإنشـاء موقع ـه ف ـي غضـون دقائ ـق، ليتحـو إلــى مشــارك نشــيط فــي التواصــل العمومــي. وبالنســبة إلــى الرقابــة، فــإن ســلطة ها تحـت اسـم َ ر ِ ـه ْ ش ُ الدولـة تبقـى عاجـزة عـن ضبـط أو قمـع فكـرة يمكـن لأي كان أن ي

Made with FlippingBook Online newsletter