| 170
ب ف ـي ظهـور حـالات مرضي ـة واضطراب ـات سـلوكية أصبحـت منتشـرة بمختل ـف َّ تسـب كبيـر الإدمـان علـى الكحـول ٍّ ه هـذا الإدمـان إلـى حـد ِ شـب ُ المجتمعـات فـي العالـم. وي والمخـدرات، ب ـل إن ـه يل ـوح أكث ـر خطـورة م ـن ذل ـك إذا أخذن ـا ف ـي الاعتب ـار تنام ـي مـا يزيـد عـن أربعـة مليـارات 2017 نسـبة المسـتخدمي للنترنـت التـي بلغـت مـع نهايـة نهـا الـدارس والملاحـظ فـي وفـرة َّ ). ومكامـن الخطـورة فـي الموضـوع يتبي 3( مسـتخدم منصـات التعـارف ومنتديـات الحـوار وإنتـاج التجارب الشـخصية والسـير الذاتيـة وبرامج الإثـارة واللهـو والجنـس والجريمـة، المتدفقـة بقـوة فـي الفضـاء السـيبراني بمـا يـؤدي إلـى ق أصحابه ـا ف ـي دوام ـة ِ غ ـر ُ بن ـاء منعكس ـات ش ـرطية ل ـدى الكثي ـر م ـن المس ـتخدمي ت الإقبـال غيـر الإرادي علـى هـذه المواقـع. وقـد يصعـب الانسـ خ، بمـرور الوقـت، مـن ـم فـي السـلوك الهـادف لإنتـاج المتعـة ُّ منابـع المتعـة السـيبرانية حيـث اسـتحالة التحك ) ال ـذي ي ـرى أن الس ـعي لتحقي ـق Aviel Goodman) (4( حس ـب تعبي ـر أفي ـال جودم ـان المتعــة إنمــا يســبقه شــعور باســتحالة مقاومــة النبضــات التــي تقــود إلــى القيــام بهــذا السـلوك، وإحسـاس بزي ـادة التوت ـر. وبمقتضـى الأطـر الجديـدة لهـذه البيئـة التكنوثقافيـة التـي تغيـرت فيهـا هندسـة المجـال العمومـي الميدياتيكـي، تحولـت العقلانيـة التكنولوجيـة مـن أداة للسـيطرة علـى الطبيعـة Her� وز � رت ماركـ � يه هربـ ِّ م � سـ ُ ا ي � ل مـ � ره، ليظـ � دل تحريـ � ان بـ � ى الإنسـ � يطرة علـ � ى أداة للسـ � إلـ ( ا على الإنسـان، لا على المسـتوى الاجتماعي والسياسـي ً ط َّ سـل ُ ) بـ”القمع” م bert Marcuse والاقتصــادي فحســب، بــل كذلــك علــى المســتوى النفســي. والواضــح هنــا، هــو أن René( ــون مثــل رينيــه ديــكارت ُّ نهــا المفكــرون العلمي َّ بي َ العقلانيــة التكنولوجيــة التــي ت )، “انحرف ـت” 5(” ) عل ـى أنه ـا أداة الإنسـان ليكـون “سـيد الطبيع ـة ومالكه ـا Descartes Hans( عـن وظيفتهـا لتتحـول إلـى معضلـة فـي حيـاة الإنسـان يلخصهـا هانـز جونـاس
Made with FlippingBook Online newsletter