187 |
معارك الإثبات والإبطال في مجرة الذكاء الاصطناعي
قـر ابـن خلـدون بـأن معرفـة طبيعـة الحادثـة وطبيعـة المجتمـع ضروريتـان فـي ُ وتتابعـه. ي ـم أصول َّ ك ُ مـد فيهـا علـى مجـرد النقـل ولـم ُ تدويـن التاريـخ، فيقـول: “الأخبـار إذا اعت العـادة وقواعـد السياسـة وطبيعـة العمـران والأحـوال فـي الاجتمـاع الإنسـاني (...) فربمـا ا مـا وقـع للمؤرخي ً ـة القـدم عـن جـادة الصـدق؛ وكثيـر َّ لـم يؤمـن فيهـا مـن العثـور ومزل والمفسـرين وأئمـة النقـل مـن المغالـط فـي الحكايـات والوقائـع لاعتمادهـم فيهـا علـى ــا ولــم يعرضوهــا علــى أصولهــا ولا قاســوها بأشــباهها ولا ً ــا أو سمين ّ ً مجــرد النقــل غث روها بمعيـار الحكمـة والوقـوف علـى طبائـع الكائنـات وتحكيـم النظـر والبصيـرة فـي َ ـب َ س .)54(” ـوا عـن الحـق وتاهـوا فـي بيـداء الوهـم والغلـط ُّ ل َ ض َ الأخبـار ف اسـتحضار السـياق فـي موضوعنـا حينئـذ إجـراء ضـروري لفهـم كيـف ولمـاذا تنامـت مـا ـا مـن الهويـات ً أطياف ً فـرزة ُ يها بـ”تقنيـة التخفـي الاجتماعـي” لتظـل ظاهـرة عالميـة م ِّ سـم ُ ن ، تمـارس ألعابهـا البلاغي ـة المثي ـرة َ ل ْ د َ ـؤ ُ ا مـن الذب ـاب الإلكترون ـي الم ً المصطنعـة وأسـراب فـي فلـك الويـب، سـاعية لاسـتقطاب الـرأي وتوجيـه الأحـداث وبنـاء الواقـع وفـق مـا تمليـه أجنـدة قـوى الضغـط والفاعلـن فـي السياسـة والاقتصـاد والثقافـة. والسـبيل إلـى هـرم الاحتياجـات المختلفـة ُ التخفـي، كلمـا تعلـق الأمـر بالممارسـات التواصليـة، نجـد علـى النحـو الـذي حـدده ماسـلو، يجعـل مـن الممكـن تقـديم سـرد لمسـاره. مـن ذلـك، حاجـة الفـرد للسـ مة والأمـان، وهـي مـن أهـم الحاجـات الت ـي يسـعى إلـى تحقيقهـا كالس ـ مة الش ـخصية وسـ مة الممتل ـكات والأم ـن النفس ـي والوظيف ـي وأم ـن الم ـوارد، ــا كان أمــر ّ عــن احتياجاتــه الأخــرى كحاجاتــه للتعبيــر والمعرفــة والانتمــاء. ولم ً فضــ ـا مـن قبـل أجهـزة الدولـة فـي ً راقب ُ ا وم ً ر َّ ـا ومسـي ً م َّ الخـوض فـي قضايـا الشـأن العـام منظ الأنظمــة الشــمولية وحتــى فــي “الديمقراطيــات الناشــئة”، كان اللجــوء إلــى اســتعارة الأسمــاء المصطنعــة ونحــت الهويــات الافتراضيــة والعشــائرية الحــل الآمــن المناســب
Made with FlippingBook Online newsletter