19 |
الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل
ـا فـي تشـكيل اتجاهـات السياسـة ّ ً ا مهم ً النصـف الأول مـن القـرن العشـرين، ولعـب دور 1958 السـودانية ونشـأة الأحـزاب وتوجهاتهـا. فقـد كشـفت وثيقـة بريطانيـة عن انقـ ب ، “كان 1956 ا ف ـي الأجن ـدة، من ـذ أزم ـة السـويس ً أن التخطي ـط للانق ـ ب كان حاضـر عندمـا بـدأ المصريـون يهـددون الحـدود 1957 ـا، وبعـد سـنة ً ـا حكيم ّ ً هـذا إجـراء احترازي ا مـن ً الشـمالية للسـودان، تم تجديـد وتعديـل خطـط السـيطرة علـى الحكـم المعـدة مسـبق قبـل الجيـش، كمـا تم تعديـل هـذه الخطـط مـرة أخـرى عندمـا اضطربـت الأوضـاع بعـد .)20(”1958 الانقـ ب العسـكري الـذي قـام بـه الجيـش العراقـي فـي بغـداد عـام ــا فــي طبيعــة الجيــش ّ ً جذري ً تربــة خصبــة هيــأت انتقــا 1958 ل نجــاح انقــ ب َّ شــك س ِ الســوداني مــن الــدور الاحترافــي كحــارس للنظــام إلــى لعــب دور الحاكــم الممــار ، وضـح لـكل الأحـزاب أهميـة الجيـش فـي حسـم الصراعـات 1958 “بنجـاح انقـ ب ، فتسـارعت وتيـرة الجهـود فـي اختراقـه وبنـاء ً ـع منـه مسـتقب َّ السياسـية، والـدور المتوق الخلايـا التنظيميـة والقواعـد وتيـارات التعاطـف فـي داخلـه. فـي تلـك المرحلـة، ولـم يمـضعلـى نجـاح الانقـ ب أقـل مـن عـام، كان العمـل السياسـي التنظيمـي الموجـه مـن .)21(” الأحـزاب السياسـية قـد غـرس أولـى لبناتـه فـي جسـم الجيـش السـوداني )، وجماعة 22( اخترقـت التنظيمـات الأيديولوجيـة الناشـئة، والحزب الشـيوعي السـوداني الـة للوصـول إلـى السـلطة بأقصـر الطـرق، َّ )، الجيـش كوسـيلة فع 23( الإخـوان المسـلمي “القوميـن العـرب، والشـيوعيي، والضبـاط الديمقراطيـن تحـت َّ تحالـف ضـم َ ـذ َّ ف َ فقـد ن . جـاء ذلـك التحالـف إلـى 1969 مايو/أيـار 25 رايـة تنظيـم الضبـاط الأحـرار انقـ ب فـي طيات ـه الكثي ـر مـن َّ السـلطة وهـو يحمـل برنامـج الجبهـة الديمقراطي ـة، الـذي ضـم المشــروع السياســي للحــزب الشــيوعي، وكان تشــكيل مجلــس قيــادة ثــورة مايو/أيــار .)24(” مـرآة صادقـة لذلـك التحالـف
Made with FlippingBook Online newsletter