العدد الثالث من مجلة لباب

205 |

“إلغاء الصداقة” على شبكات التواصل الاجتماعي

النشــر الكثيــف والمتكــرر عنــد شــريحة مــن المســتخدمي. ولا تقــف الأســباب عنــد هـذا الحـد، بـل تمتـد نحـو رغبـة البعـض فـي الإبقـاء علـى صـ ت مـن داخـل الدائـرة الاجتماعيـة المقربـة فقـط، أو المحافظـة علـى صـورة شـخصية معينـة فـي مواجهـة بعـض ـة أو محرجـة. كمـا أظهـرت أبحـاث أخـرى ارتبـاط سـلوك َ ين ِ ه ُ م ُّ ـد َ ع ُ السـلوكات التـي ت “إلغـاء الصداقـة” بالعلاقـات القائمـة فـي الواقـع الفعلـي، حيـث تـؤدي عوامـل العزلـة ا ف ـي تحفي ـز ق ـرار قطـع الصل ـة مـع أحـد ً وفق ـدان الثق ـة ون ـوع الشـخصية والطب ـاع دور )، كمـا أن احتمـال اللجـوء إلـى “إلغـاء الصداقـة” يرتفـع بـن المسـتخدمي 1( الأصدقـاء الذيــن تجمعهــم علاقــات منــذ فتــرة طويلــة لأســباب تتعلــق بســلوك أحــد الطرفــن ). وبمراجعـة هـذه الأسـباب، نجدهـا تعكـس سـياقات اجتماعيـة 2( فـي الواقـع الفعلـي ا نابعـة مـن مجتمعـات تعانـي أزمـات سياسـية ً مسـتقرة، دون أن تطـرح دوافـع وأسـباب واقتصاديـة واجتماعيـة متحركـة، كالحالـة الفلسـطينية. ومـن ثـم، تسـعى الدراسـة إلـى الكشـف عـن سمـات المسـتخدمي الذيـن لجـؤوا إلـى خيـار “إلغـاء الصداقـة”، ونوعيـة الصـ ت التـي يفضلـون التخلـص منهـا، والأسـباب التـي تقـف خلـف هـذا السـلوك، وتداعياتـه، واختبـار عـدد مـن الفرضيـات فـي هـذا السـياق مـن خـ ل دراسـة حالـة ـل فـي حـراك “بدنـا نعيـش” فـي قطـاع غـزة، وبالتحديـد الحملة َّ اجتماعيـة ميدانيـة تتمث الدعائيـة الرقميـة التـي رافقـت الحـراك علـى موقـع فيسـبوك. . الإطار المنهجي والنظري للدراسة 1 أ- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها تحـاول الدراسـة رصـد سـلوك “إلغـاء الصداقـة” بـن مسـتخدمي شـبكة فيسـبوك فـي قطـاع غـزة، ضمـن سـياق أزمـة اجتماعيـة وسياسـية فلسـطينية، تجسـدت فـي حـراك “بدنـا نعيـش”، مـن خـ ل تحديـد سمـات المسـتخدمي الذيـن لجـؤوا إلـى هذا السـلوك،

Made with FlippingBook Online newsletter