21 |
الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل
ـا لـ”الجبهـة الإسـ مية القومي ـة”، ذراعهـا السياسـية ً نائب 51 الثاني ـة ف ـي السـتينات إل ـى فـي زعامـة المعارضـة قبـل أن تشـارك فـي الائتـ ف ً ا فعـا ً ). ولعبـت دور 26( الجديـدة ، حــن أفلحــت ضغــوط 1989 حتــى مــارس/آذار 1988 الحاكــم، منتصــف العــام ) لرئيـس الـوزراء، الصـادق المهـدي، حـول الأوضـاع 27( مذكـرة رفعتهـا قيـادة الجيـش السياسـية ف ـي الب ـ د وضغ ـوط الحـرب ف ـي الجن ـوب، ف ـي حـل الحكوم ـة، واعتب ـرت الجبهـة الإسـ مية أن الغـرض مـن المذكـرة إخراجهـا مـن الحكـم، ومضـت فـي اتجـاه .)28( كخطـة بديلـة ً تفعيـل خطتهـا للاسـتيلاء علـى السـلطة، التـي كانـت جاهـزة أصـ ـا محـل إجمـاع بعـد الاسـتقلال، ّ ً ا وطني ً علـى الرغـم مـن أن السـودان لـم يعـرف مشـروع وبقيـت بنيـة الدولـة هشـة بفعـل الصراعـات الحزبيـة وتدخـ ت الجيـش فـي السياسـة، وســط تلــف اقتصــادي وتنمــوي، إلا أن تجربــة “الإنقــاذ” فاقمــت مــن المشــكلات ، كمـا تسـببت فـي إضفـاء المزيـد مـن التعقيـدات علـى الأزمة السـودانية ً الموجـودة أصـ بفعـل حمولتهـا “الأيديولوجيـة”. فالحـرب الأهليـة فـي جنوب السـودان التـي كانت ذات كتهـا الفـوارق التنمويـة والتهميـش السياسـي والاقتصـادي، اتـذت َّ طابـع سياسـي وحر ـا علـى الهويـة بعـد إدخالهـا لمفهـوم “الجهـاد” فـي الحـرب ّ ً ـا وجودي ً ـا وصراع ّ ً ا ديني ً عـد ُ ب ضـد المتمردي ـن؛ مم ـا أدى إل ـى تدويله ـا وكان ـت النتيجـة اضط ـرار “الإنق ـاذ” للدخـول )، تحــت ضغــوط غربيــة كثيفــة أدت إلــى فقــدان 29(2005 فــي اتفاقيــة ســ م فــي ، ولــم 2011 الســودان لوحدتــه الترابيــة وتقســيم البــ د بانفصــال الجنــوب فــي العــام )، بـل أسـهمت فـي إعـادة 30( تـؤد هـذه التضحيـة بوحـدة البـ د إلـى تحقيـق السـ م إنت ـاج الح ـرب الأهلي ـة تح ـت الدواع ـي نفس ـها ف ـي جن ـوب الب ـ د الجدي ـد وش ـرقها، )، فيمـا اسـتعرت الصراعـات والنزاعـات 31( وزادت م ـن تأجي ـج الحـرب ف ـي دارف ـور ـا فـي ً القبليـة واسـتخدام الميليشـيات التـي قـادت تبعاتهـا لأن يصبـح رئيـس البـ د مطلوب
Made with FlippingBook Online newsletter