| 22
.)32( المحكمـة الجنائي ـة الدولي ـة بتهـم ارت ـكاب جرائ ـم حـرب ه اللذيــن حافظــا علــى ْ ــا لســابقي ً ومــن العواقــب الوخيمــة لانقــ ب “الإنقــاذ” -خلاف كيـان وهيـكل الدولـة السـودانية، حيـث اقتصـر التغييـر فيهمـا علـى هـرم السـلطة فيمـا بقيـت مؤسسـاتها الأخـرى محافظـة علـى طابعهـا “المهنـي الاحترافـي” المسـتقل تحكمهـا معاييـر الكفـاءة- لجـأت الحركـة الإسـ مية فـي إطـار اسـتراتيجيتها للتمكـن والمحافظـة عل ـى الس ـلطة، الت ـي راهن ـت عليه ـا كخي ـار صف ـري ربط ـت في ـه مصيره ـا ومس ـتقبلها ـن مـن مؤسسـات الدولـة وتفكيـك بنيتهـا وإعـادة ُّ باسـتمرار السـيطرة عليهـا، إلـى التمك هيكلتهـا وقامـت بعمليـة إحـ ل واسـعة النطـاق طالـت المؤسسـات النظاميـة والخدمـة ـا لمجـرد ً المدنيـة وحشـدتها بالموالـن، ولـم يكـن ذلـك فقـط لإبعـاد الخصـوم بـل أيض النظـر عـن تأهيلهـم. وقـد أدت عمليـة التطهيـر الواسـعة ِّ توفيـر وظائـف لمحسـوبيها بغـض ـرف بموج ـة “الإحال ـة للصـالح الع ـام” الت ـي ب ـدأت ُ ه ـذه إل ـى تش ـريد الآلاف فيم ـا ع مباشـرة بعـد تسـلم السـلطة وظلـت عمليـة الاحتـكار هـذه ممارسـة حتـى سـقوط النظام، وكانـت أحـد أسـباب عزلـة النظـام عـن المجتمـع. ول ـم تكـن السـيطرة الكامل ـة عل ـى مؤسسـات الدول ـة لصناعـة “دول ـة عميق ـة” كافي ـة وحدهـا لأغـراض “تأم ـن بق ـاء النظـام” فعم ـدت قي ـادة الحركـة إل ـى تأسـيس “دول ـة ـم ف ـي َّ موازي ـة” أو “دول ـة ظـل” كسـلطة بديل ـة خـارج الأطـر المتع ـارف عليه ـا، تتحك صناع ـة الق ـرار الفعل ـي ف ـي سياس ـات الدول ـة ف ـي المج ـالات كاف ـة، وتس ـتحوذ عل ـى مواردهــا وتتصــرف فيهــا دون أن تكــون خاضعــة للمحاســبة أو المســاءلة، مــع وجــود مؤسسـات رسميـة شـكلية بـ صلاحيـات حقيقيـة. فقـد صنعـت دبلوماسـية شـعبية فـي ا مقابـل جيـش رسمـي، وشـرطة شـعبية مقابـل ّ ً ـا شـعبي ً مقابـل دبلوماسـية رسميـة، ودفاع ـا تحـت لافتـة سياسـة ّ ً ا رسمي ً ا مقابـل أمـن رسمـي، واقتصـاد ّ ً ـا شـعبي ً شـرطة رسميـة، وأمن
Made with FlippingBook Online newsletter