العدد الثالث من مجلة لباب

| 262

إلـى أزمـة الحكـم المسـتمرة بـكل تفاصيلهـا إلـى الآن. ً طرابلـس ووصـو وعنـد الرجـوع إلـى السياسـات الاقتصاديـة الجزائريـة منـذ الاسـتقلال نجدهـا جميعهـا تمـت دون تفكيـر اسـتراتيجي بـل فـي إطـار توجيهـي فوقـي اعتمـد الخيـار الأيديولوجـي ا عـن النجاعـة الاقتصاديـة الحقيقيـة. ويكفـي التذكيـر ببعـض السياسـات التـي تم ً بعيـد انتهاجهـا للاطـ ع عل ـى غي ـاب (تغيي ـب) التفكي ـر الاقتصـادي الاسـتراتيجي، بالرغـم مـن اعتمـاد سياسـة المخططـات. ومـن تلـك السياسـات، علـى سـبيل المثـال لا الحصـر: هجـت فـي عهـد الرئيـس الراحـل، ُ ـا)، التـي انت ً - الثـورات (الصناعيـة والزراعيـة أساس هـواري بومديـن، والتـي يؤكـد الاقتصاديـون أنهـا أوردت البـ د المهالـك كـون الجزائـر ـا” كمـا ّ ً غذائي ً ا زراعيـة تحتـاج إلـى مـوارد تضـخ فـي الزراعـة لتعـود البـ د “وعـاء ً بـ د التاريـخ منـذ العهـود الرومانيـة. ِّ كانـت علـى مـر - عـدم اعتمـاد برنامـج اقتصـادي ناجـع يتـم بموجبـه ضـخ مـوارد النفـط فـي مخططات تنمويـة مدروسـة وهـو مـا كان أشـار إليـه عبـد السـ م بلعيـد، وزيـر الصناعـة فـي عهـد عتمـد. ُ بومديـن، فـي مذكراتـه، وهـو البرنامـج الـذي لـم ي - اعتمـاد سياسـة المشـاريع بصيغـة “المفت ـاح فـي الي ـد” دون الاسـتفادة منهـا للتكوي ـن ولوضـع أسـس قاعـدة صناعي ـة حقيقي ـة. - عدم فتح الباب أمام القطاع الخاص واستمرار العمل بخيار الاقتصاد الموجه. مــن الاتجــاه نحــو ً - اعتمــاد الاقتصــاد الريعــي قصــد شــراء الســلم الاجتماعــي بــد الاســتفادة مــن المــوارد النفطيــة لبنــاء قاعــدة اقتصاديــة حقيقيــة. ــل أســاس الاختــ لات الهيكليــة وهــو مــا نتــج عنــه ِّ هــذه السياســات الفاشــلة تمث اسمــه الريــع وغيــاب ً ــا عضــا ً الاســتمرار ببرامــج الإنعــاش لاقتصــاد يشــكو مرض (تغيي ـب) الكف ـاءة والاختصـاص والرشـادة ف ـي دراسـة المشـاريع والتخطي ـط لتنفيذهـا

Made with FlippingBook Online newsletter