العدد الثالث من مجلة لباب

| 292

كبـت بهـا الجريمـة مـن قتـل وتقطيـع للجثـة والتخلـص منهـا، ولمـا أثارتـه مـن ُ التـي ارت عـن العوامـل الجيوسياسـية الت ـي صاحبتهـا ً فضـول المتابعـن لوسـائل الإعـ م، فضـ وبخاصـة فـي ظـل توتـر العلاقـات السـعودية/التركية، وللشـعور الـذي سـاد بـأن العالـم ـا تعرضـت قيمه للخطـر، ولأن ّ ً ـا عالمي ً الحـر الـذي نعيـش فيـه بـدأ ينهـار، وأن هنـاك نظام هرت بالدفـاع عـن حقـوق الإنسـان لعقـود طويلـة بـدت ُ كالولايـات المتحـدة اشـت ً دو ف ـي هـذه القضي ـة وكأنه ـا تحـول دون تق ـديم الجن ـاة وم ـن أمرهـم بتنفي ـذ الجريمـة إل ـى ً ا أن تكـون قضيـة خاشـقجي مثـا ً العدالـة، لهـذا -والـكلام لباربـارا- لـم يكـن مسـتغرب ـا لـدور الإعـ م فـي كشـف الجريمـة السياسـية. ّ ً مهم ب- ضريبة المهنية وعـن كيفيـة التعامـل المهنـي الأمثـل مـع جريمـة كهـذه، أشـار صلاح نجـم، مديـر الأخبار بقنـاة الجزيـرة الناطقـة بالإنجليزيـة، إلـى أهميـة تحـري الدقـة قبـل الاندفـاع وراء السـبق الصحفـي، وكذل ـك إل ـى ضـرورة تسـليط الضـوء عل ـى مفهـوم المسـؤولية الجماعي ـة أو المسـؤولية المشـتركة المفتـرض أن يتـم البحـث عنهـا أثنـاء النظـر فـي وقائـع هـذه الجريمـة، وعـن ذلـك قـال: فـي بدايـة الجريمـة كانـت المعلومـات ضئيلـة، ولـم يكـن ثمـة مصـدر مباشـر لهـا، وكان جـزء مـن مهمتنـا فـي الجزيـرة تحـري الدقـة للخـروج بروايـة تكـون الأقــرب إلــى مــا وقــع بالفعــل، ولــم نكــن متعجلــن فــي الســبق؛ لأن الســبق ليــس هـو الأهـم بق ـدر الدق ـة ال ـذي يمنحن ـا المصداقي ـة ل ـدى المشـاهد، ث ـم تحول ـت القضي ـة مـن وجـود جريمـة إلـى صـراع سياسـي، فبدأنـا نسـلط الضـوء علـى موضـوع المسـؤولية ا تابعـون لـوزارات وجهـات ً فـرد 20 أو 18 ـه فيهـا َّ الجماعيـة، ذلـك لأننـا أمـام حالـة توج أمنيـة سـعودية إلـى دولـة أخـرى لهـا سـيادة وارتكبـوا علـى أرضهـا تلـك الجريمـة، فكان

Made with FlippingBook Online newsletter