| 298
عـاد فيـه تشـكيل موازيـن ُ بتحديـات الخـارج وبمسـتقبلها المشـترك. ففـي الوقـت الـذي ي القـوة فـي المنطقـة علـى أيـدي قـوى إقليميـة صاعـدة، مثـل تركيـا وإيـران، وقـوى دوليـة أخـرى، مثـل الصـن وروسـيا، تسـعى لتعزيـز نفوذها وتوسـيعه تـارة بالقـوة الناعمـة وتارة بالتدخـل العسـكري المباشـر، يظـل الخليـج يـدور علـى نفسـه خـارج هـذه المعادلـة. أ- تحديات مستقبلية فمـن وجهـة نظـر سـتيفن رايـت، أسـتاذ العلاقـات الدوليـة بجامعـة حمـد بـن خليفـة، قطـر، فـإن عوامـل عـدم الاسـتقرار سـتظل تـؤدي دورهـا علـى الأقـل خـ ل المسـتقبل المنظـور فـي منطقـة الخليـج، وذلـك لأن رؤيـة السـعودية والإمـارات مـن جهـة وقطـر من جهـة ثانيـة للمنطقـة تشـتمل علـى تناقـض؛ إذ تـرى هاتـان الدولتـان أن الربيـع العربـي ه ـو أحـد مس ـببات الفوضـى وأن قم ـع الحري ـات العام ـة ه ـو الطري ـق نحـو الاس ـتقرار، بينمـا تـرى قطـر فـي الربي ـع العربـي فرصـة تاريخي ـة للنهـوض والتقـدم. ومـن تناقـض هاتـن الرؤيتـن ينبـع التوتـر بـن دول الخليـج وينعكـس علـى ملفـات كثيـرة فـي العالـم العربـي. يضـاف إلـى ذلـك التوقعـات السـلبية لاقتصاديـات دول الخليـج ومـا يمكـن أن يفضـي إليـه هـذا الأمـر مـن عـدم اسـتقرار سياسـي واجتماعـي؛ إذ يشـير منحـى أسـعار النفـط ـا القادمـة، كمـا يضيـف رايـت، وهـي دورة تأتـي ً إلـى الهبـوط فـي خمسـة عشـر عام ـا، وقـد حانـت دورة الهبـوط بعـد الصعـود الذي شـهدته أسـعار ً ا وهبوط ً كل فتـرة صعـود ، مـا يعنـي أن التحديـات الاقتصاديـة 2014 إلـى 2000 النفـط خـ ل الفتـرة بـن عامـي الخليجيـة سـوف تتعاظـم وربمـا لجـأت هـذه الـدول إلـى الاقتـراض وفـرض الضرائـب. يأتـي ذلـك فـي وقـت ينحسـر فيـه الاهتمـام الاسـتراتيجي الأميركـي بالخليـج والشـرق الأوســط منــذ عهــد بــاراك أوبامــا، وفــي المقابــل زيــادة الحضــور والنفــوذ الصينــي،
Made with FlippingBook Online newsletter