29 |
الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل
، فق ـد فوجئ ـت بالأح ـداث وس ـارعت للح ـاق بالموج ـة والدف ـع ً ـا وقي ـادة ً وآفاقه ـا تنظيم باتجـاه توظيفهـا لتحقي ـق الشـعار الـذي الت ـف حولـه المحتجـون “تسـقط بـس”. “العزلـة” بـن الشـارع والطبقـة السياسـية َ الحـراك الثـوري للجميـع حالـة ُ وعكسـت مباغتـة فـي جانبـي الحكـم والمعارضـة؛ ذلـك أنـه على الرغـم مما شـهدته سـنوات الإنقـاذ الثلاثي فـي السـلطة مـن حـدة خصومـة بـن الطرفـن إلا أنـه كانـت هنـاك علاقـة ملتبسـة بينهمـا تجعلهم ـا يب ـدوان كوجه ـي عمل ـة واح ـدة، م ـن خ ـ ل التعاي ـش والاعتم ـاد المتب ـادل تم التعبيـر عنهـا مـن خـ ل اتفاقيـات سياسـية ثنائيـة بـن السـلطة وبعـض أطـراف المعارضـة، كانـت أقـرب لصفقـات اقتسـام السـلطة والثـروة بـن النخـب السياسـية. الأدوار هـذا حـول لعبـة السـلطة وسـط النخبـة السياسـية، بالطبـع مـع بعض ُ ـق تبـادل َّ عم بـأن تطلعـات الشـعب معزولـة عـن انشـغالات محترفـي َ الاسـتثناءات المحـدودة، الوعـي ل وطنــي ُّ السياســة، وأن الصــراع بينهــم فــي جوهــره ليــس حــول رؤى ومشــروع تحــو نحـو تأسـيس نظـام ديمقراطـي وفـق الشـعارات المرفوعـة والاسـتعداد لدفـع اسـتحقاقات ذل ـك كامل ـة، ب ـل تن ـازع ب ـن الطبق ـة السياس ـية الت ـي لا ت ـزال تعم ـل بذهني ـة النظ ـام ا ً السياسـي القـديم، علـى اختـ ف أطيافـه، حـول امتيـازات السـلطة والتـي كانـت سـبب ـا وعجزهـا عـن تحقي ـق مشـروع وطن ـي جامـع يثب ـت ّ ً ف ـي انقسـاماتها المسـتدامة تاريخي جـدوى الدولـة المسـتقلة. قــت حالــة العزلــة هــذه أكثــر بـ”الفجــوة الجيليــة” الكبيــرة بــن غالــب ســكان َّ وتعم الس ـودان الي ـوم وب ـن ق ـادة الطبق ـة السياس ـية، ذل ـك أن ـه ف ـي الوق ـت ال ـذي لا ت ـزال د المشـهد السياسـي فـي البـ د قيـادات فـي الأحـزاب الرئيسـية بـرزت مـع “ثـورة” َّ تتسـو ، فقـد كان عمـاد 1985 ” ، وتنافسـها إلـى حـد مـا قيـادات بـرزت مـع “انتفاضـة 1964 “الحـراك الثـوري” مـن الجيـل الجديـد الـذي تغلـب عليـه الاسـتقلالية مـن غيـر المنتمـن
Made with FlippingBook Online newsletter