37 |
الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل
شـف أن السـبب الحقيقـي للخـ ف هـو ُ الـرأي العـام، ولاسـيما الشـباب الثائـر، حـن ك اعتـراض الحـركات المسـلحة علـى عـدم حصولهـا علـى نسـبة مقـدرة مـن حصـة قـوى الحريـة والتغييـر فـي المجلـس السـيادي الـذي سـيحل محـل المجلـس العسـكري مناصفـة بـن المدنيـن والعسـكريي، وفـي الحكومـة التـي كان الاتفـاق أن تتشـكل مـن كفـاءات مسـتقلة، علـى أن يتـم تمثيـل القـوى السياسـية فـي المجلـس التشـريعي. لـم تفلـح محـاولات النفـي فـي تـدارك الإحبـاط الـذي أصـاب قاعـدة الحراك الشـعبي ال ـذي كان فجـوة التباع ـد بين ـه وقي ـادة ق ـوى الحري ـة والتغيي ـر تتزاي ـد بفع ـل إحساسـها بأنهـا لـم تفلـح فـي ترجمـة الـروح والمطالـب الت ـي رفعهـا الجي ـل الجديـد وهـو ينشـد التغييــر، فــإذا بــه يــرى الطبقــة السياســية القديمــة تواصــل ممارســة نهــج المحاصصــات ً واقتسـام السـلطة والثـروة فـي السـوق السياسـي، الـذي بـرع فيـه نظـام الإنقـاذ، فضـ ع ـن ضع ـف، أو شـبه غي ـاب، تمثي ـل الش ـباب م ـن الجنس ـن ف ـي آلي ـات ومفاوضـات صناعـة المسـتقبل السياسـي، حي ـث احتكـر ممثل ـو النخب ـة السياسـية القديمـة التف ـاوض باس ـم الحـراك الث ـوري، كم ـا أن ضع ـف التواصـل ب ـن الطرف ـن والافتق ـار للش ـفافية فـي إطـ ع الـرأي العـام علـى مـا يجـري فـي الكواليـس أسـهم فـي توسـيع فجـوة عـدم الثقـة، وتراجـع فاعليـة التفويـض الـذي كانـت تحظـى بـه قيـادة قـوى الحريـة والتغييـر. د- بروز صراع الجيش وقوات الدعم السريع ، فقـد ً علـى صعيـد المجلـس العسـكري الانتقالـي، فـإن وضعـه لـم يكـن أحسـن حـا تراجعـت التصـورات التـي كانـت موقنـة بتماسـكه ووحدتـه فـي تمثيـل القـوى النظاميـة، عـرف ُ لت مـا ي َّ الجيـش والدعـم السـريع والشـرطة وجهـاز الأمـن والمخابـرات، التـي شـك بـ”المنظومـة الأمنيـة” التـي أدى تدخلهـا لإنهـاء نظـام البشـير، ويعـود السـبب فـي ذلـك إلـى بـروز صراعـات داخـل هـذه المؤسسـات العسـكرية وفيمـا بينهـا. ويرجـع القاسـم
Made with FlippingBook Online newsletter