41 |
الانتفاضة السودانية فرص التحولات وتحديات البديل
اسـتثمر فـي مسـاعدة النظـام السـابق لـه فـي مكافحـة الهجـرة غيـر الشـرعية، وكذلـك اسـتثمار الولايـات المتحـدة فـي التعـاون غيـر المحـدود الـذي وجدتـه مـن الاسـتخبارات ـ ن اسـتمرار دور فاعـل للمجلـس ِّ السـودانية فـي حربهـا ضـد الإرهـاب، تجعلهمـا يفض العسـكري فـي الفتـرة الانتقاليـة لحمايـة مصالحهمـا. خاتمة فيمـا لا تـزال تبعـات وتداعيـات الحـراك الشـعبي السـوداني الثالـث تتفاعـل بعـد عـدة أشـهر مـن سـقوط نظـام “الإنق ـاذ”، تشـير المعطي ـات الراهن ـة -وف ـق التحلي ـ ت الت ـي ذهب ـت إليهـا هـذه الدراسـة مـن واق ـع مواق ـف وممارسـات الطبق ـة السياسـية، المدني ـة والعســكرية علــى حــد ســواء، المتصارعــة علــى تشــكيل وترتيبــات الفتــرة الانتقاليــة والنظـام السياسـي الـذي ينجـم عنهـا- إلـى أن التوقـع بأن تسـفر مجمـل هـذه التفاعلات ا ّ ً نوعي ً عـن تأسـيس نظـام سياسـي جديـد يقطـع مـع تجربـة حكـم الإنقـاذ، ويحقـق تحـو ــا ّ ً ــا ديمقراطي ّ ً ــا مدني ً فــي البنيــة الاجتماعيــة والثقافيــة والسياســية الســائدة لينتــج نظام ا بعيـد المنـال. ً ا، لا يـزال أمـر ً مسـتدام كـه التطلـع إلـى تغييـر َّ ـز الحـراك الثـوري السـوداني بطابعـه الشـبابي الـذي حر َّ فقـد تمي جـذري فـي بنيـة الدولـة السـودانية يؤسـس لقطيعـة، ليـس مـع نظـام الإنقـاذ فحسـب، بـل مـع النظـام السياسـي السـوداني القـديم برمتـه الـذي ظلـت معادلاتـه تسـيطر علـى الحيــاة الســودانية لقــرن كامــل، وعجــز عــن إحــداث أي تغييــر حقيقــي مــع تعاقــب ــا، ً الأنظمــة، إلا أن التعبيــر السياســي عــن هــذا التميــز للجيــل الجديــد لا يــزال غائب فقـد أعـادت النخبـة السياسـية القديمـة نمـط الصـراع المـوروث نفسـه حـول المكاسـب ل ُّ ـا تسـتجيب لاسـتحقاقات تحـو ً الحزبيـة، وليـس حـول مفاهيـم ومهـام انتقـال أكثـر عمق نوعـي فـي مسـار مسـتقبل الدولـة السـودانية بمـا يتفـق وتطلعـات جيـل جديـد منشـغل
Made with FlippingBook Online newsletter