العدد الثالث من مجلة لباب

| 96

-خـ ل الظـروف الاسـتثنائية- التـي تعيشـها المجتمعـات فـي لحظـة مـن تاريخهـا، حـن يظهـر فيهـا قلـق اجتماعـي كمعطـى موضوعـي، ينتج عن فسـاد النظـام السياسـي القائم، ووعــي جمعــي متنــام بوجــود ذلــك الفســاد السياســي، لتتغــذى عليهمــا الشــبكات ـم حال ـة القل ـق حت ـى تحوله ـا إل ـى اضطـراب اجتماعـي. وق ـد ِّ الاجتماعي ـة الت ـي تضخ ا للديناميكيـة التعبيريـة القويـة التـي ً أسمينـا ذلـك البـاردايم الجديـد بدوامـة التعبيـر، نظـر هـا عليهـا ْ ت َ ن َ آليـة دوامـة الصمـت بالصيغـة التـي ب َّ هـا الإعـ م الجديـد البديـل محـل َّ أحل إليزابيـث نويـل نيومـن فـي سـبعينات القـرن الماضـي، والتـي شـرحت خلالهـا كيـف أن الخـوف مـن الجـزاء الجماعـي بالعقـاب أو بالعزلـة يسـهلان مـن مهمـة وسـائل الإعـ م التقليديـة، كأدوات ضبـط اجتماعـي فـي تشـكيل الـرأي العـام عبـر تعميـم آراء معينـة وتقـزيم أخـرى. غيـر أن المؤشـرات التـي جمعناهـا مـن المقابـ ت النوعيـة توجـه إلـى أن الإعـ م البديـل والشـبكات الاجتماعي ـة يدفع ـان الف ـرد ف ـي سـياق الاضطراب ـات الاجتماعي ـة المرتبطـة بالحـراك السياسـي نحـو التعبي ـر أكث ـر ممـا يدفعان ـه نحـو الصم ـت، وبذل ـك ينتف ـي دور ً الخـوف م ـن الع ـزل أو م ـن الجـزاء الاجتماعـي -اللذي ـن دفع ـت بهمـا نيوم ـن- أصـ كعامـل مـن عوامـل تكويـن الـرأي العـام فـي الشـبكات الاجتماعيـة، نتيجـة للخصائص ، ثـم بسـبب السـياق السياسـي العـام الـذي يدفـع ً المرتبطـة بإمكانيـة التعبيـر المتخفـي أو الفـرد للشـعور بمسـؤوليته “المواطنيـة” التـي تجعلـه علـى اسـتعداد لمواجهـة مخاطر المحاسـبة الأمنيـة أو السياسـية، أو الاجتماعيـة، مـا دام تعبيـره يهـدف للدفـاع عـن الصـالح العـام. كمـا لا تتأتـى الرغبـة فـي التعبيـر بحسـب ردود أفـراد عينـة الدراسـة مـن تماشـي رأيهـم مـع توجـه الـرأي العـام فـي الشـبكات الاجتماعيـة -مـا دام الخـوف مـن ردود الفعـل -، بـل مـن الديناميكيـة الجماعيـة الجارفـة التـي تنشـأ مـن ً الانتقاميـة قـد انتفـى أصـ

Made with FlippingBook Online newsletter