99 |
املتعـدي. أمـا بخصـوص املتلقـي الغـريب، فيتـغري فعـل النظـر إىل حماولـة معايشـة كل أنـواع الرعـب مـن أي إقـدام عىل فعـل االغتصـاب؛ مـما جيعـل املتلقـي، أمـام مـا ُيُسـ َّمَى كـِن هـذا العنـوان املتلقـي الغـريب � ؛ إذ يم " التداعـي الـحر " يف األدبيـات السـيكولوجية، بـ ثـل أبشـع الصـور املمكنـة التـي تـحوم حـول فعـل االغتصـاب، �َ َِت ََم بـأن يرسح بخيالـه ِل الـذي يمكـن أن ُيُقـدم عليـه أحـد أفـراد حـماس يف حـق األسرية، السـيام إذا تـ َّم ربـط ذلـك بالصـور النمطيـة السـابقة ألفـراد حـماس (اإلرهابيـون، الرببريـون، املتعطشـون للعنـف والقتـل واالغتصـاب...) يف حني أن واقـع األمـر، ال يعـدو أن يكـون الفعـل حبــيس النــظر لــيس إال. ن أن صيغـة وضـع العناويـن ُتُعـد آليـة من اآلليـات املعتمـدة يف التـأطري املامرس إذن، يتـبن َّي يف الرسديـات الغربيـة للتـأثري عىل املتلقـي بنـاء عىل نسـقه الثقـايف العـام (عريب/غـريب)، إال أن أوج التـأثري يـحدث عندمـا يتـم إثـارة قضايـا حساسـة يف هـذه األنسـاق الثقافيـة مـن قبيـل سـؤال الديـن وسـؤال اهلويـة وسـؤال العـرق. يف هـذا الصـدد، نجـد أن أغلـب الرسديـات اإلخباريـة الغربيـة اسـتثمرت هـذه الثـيامت ح ـ َِّوِهلا إىل أطــر معالـجة للحــرب عىل غــزة؛ إذ تــ َّم الرتكيــز يف التــأطري اإلخبــاري �ُ ل ُت مـن خالل جعـل ، " التـأطري الدينـي " للخطـاب اإلعالمـي الغـريب عىل مـا ُيُسـمى بـ بالرتكيـز عىل طريقـة " ضحايـا اإلرهـاب " املتلقـي يتعاطـف مـع اإلرسائيلـيني بوصفهـم قـًا للرشيعـة اليهوديـة، عرب إبـراز صـور مـن معهـد الترشيـح � التعامـل مـع اجلثـث طب الطبـي الرشعـي يف تـل أبيـب، تعكـس اجلانـب الطقـويس يف الديانـة اليهوديـة، التـي تعتنـي باإلنسـان وبكرامتـه حتـى بعـد املامت، ويف ذلـك ترويـج للبعـد اإلنسـاين الـذي التـي تؤطـر سـلوك " الوحشـية واحليوانيـة " يميـز الثقافـة والديانـة اليهوديـة، يف مقابـل حـماس. وال أدل عىل ذلــك مــن ســيل العناويــن التــي هاجـمت بـها معظــم الصحــف الفرنسـية األصـوات التـي تغـرد خـارج رسب الروايـة اإلرسائيليـة لتنعتهـا بأوصـاف مـن قبيـل معـاداة السـامية. وأبـرز مثـال مـا كتبتـه بعـض الصحـف الفرنسـية عن السـيد ) بوصفـه أحـد الـزعامء السياسـيني Jean - Luc Mélenchon جـون لـوك ميالنشـون، ( الفرنــسيني الذــين وقــفوا ــضد إرسائــيل يف اــحرب عىل ــغزة؛ إذ اــعتربت ترصحياــته: نوفمرب/ترشي ـن 10 ب ـارت، (ميدي ـا " مشـبعة بالقوالـب النمطيـة املعاديـة للسـامية " - .) 2023 الثــاين
Made with FlippingBook Online newsletter