| 110
بـل األصـوات العربيـة �ِ الـرأي تـآكل الدعـم الـذي حيظـى بـه الحـزب الديمقراطـي مـن ِق بشـكل خـاص، نظـ ًرًا ملا قدمـه جـو بايـدن للحكومـة اإلرسائيليـة مـن غطـاء ودعـم عىل حسـاب الـحق الرشعـي للفلسـطينيني. يف ظــل سريورة األحــداث يف قطــاع غــزة، وارتفــاع أســهم األصــوات الرافضــة للروايــة اإلرسائيليــة يف االســتمرار يف احلــرب، كان البــد أن يؤثــر ذلــك يف سريورة التــأطري اإلخبــاري للحــرب عىل غــزة؛ إذ مل يعــد إذن الســؤال/الرباديغم ُيُطــرح يف كام يف األسـابيع األوىل مـن أحـداث غـزة، بـل " هـل تديـن حـماس؟ " اإلعالم الغـريب: ر نتيجـة بـروز تـم ُّثُالت جديـدة أفرزتـها حركيـة األحـداث يف غـزة وتداعياتـها عىل تـغر َّي املسـتوى اإلقليمـي والـدويل، مـن قبيـل التهـجري الـقرسي، واسـتهداف البنـى التحتيـة مـن مـدارس وجامعـات ومسـاجد ومؤسسـات، وممارسـة سياسـة التجويـع واإلبـادة اجلامعيــة، وفــرض احلصــار عىل إدخــال املســاعدات اإلنســانية الرضوريــة... وذلــك إلفـراغ غـزة مـن الوجـود الفلسـطيني، وطمـس اهلويـة الفلسـطينية، ومسـح التاريـخ الفلســطيني، ومـحو الذاكــرة الفلســطينية يف الالوعــي اجلمعــي. إن بشـاعة الصـور التـي نقلتهـا وتنقلهـا بعـض وسـائل اإلعالم، خاصـة قنـاة اجلزيـرة، يف قطـاع غـزة، مـع تصاعـد االنتهـاكات اإلرسائيليـة عىل القطـاع، وكثـرة الضحايـا مـن املدنـيني، وعمـق الرتاجيديـا التـي أنتجتهـا اآللـة اإلرسائيليـة، ع َّجَلـت بتغـيري الصـور ، " رمـز احلضـارة وواحـة الديمقراطيـة " ، و " الضحيـة " النمطيـة عـن إرسائيـل بوصفهـا ، الــذي يامرس كل األشــكال التــي " وجــه اجلالد " إىل الكشــف عــن وجههــا اآلخــر، مارسـها النازيـون يف حـق اليهـود، وكأن التاريـخ يعيـد نفسـه، لكـن باخـتالف املامرسني لسياـسـة اإلــبادة اجلامعـيـة؛ إذ ُتُرتــكب اآلن يف حق الـشـعب الفلــسطيني ــعوض اليهودي. تــأطري املســؤولية لقــد أســهم ذلــك يف تـح ُّو ُِل مســتوى التــأطري اإلخبــاري؛ إذ مل يعــد ا مغايـ ًرًا؛ إذ ارتبـط هـذه الـمرة بإرسائيـل، السـيام م ـًا حلركـة حـماس، بـل أخـذ تـم ُّثُا ًل � مالز عندمــا انكشــفت أطروحتهــا املزيفــة التــي انبنــت عىل تســويق ألخبــار تضليليــة ال حـرق أطفـال رضـع وتقطيـع رؤوسـهم، واغتصـاب " أسـاس هلا مـن الصحـة، مثـل النســاء اإلرسائيليــات، وتعذيــب األرسى، والتنكيــل باجلثــث، والرتويــج لتحصــن ، والتـي عىل أساسـها خدعـت إرسائيـل " أعضـاء حـماس يف أنفـاق تـحت املستشـفيات الـرأي العـام الـدويل لتربيـر جرائمهـا وانتهاكاتهـا يف غـزة، وتسـويغ مرشوعيـة اسـتمرار الـحرب عىل القطـاع.
Made with FlippingBook Online newsletter