159 |
مقدمة ال تــزال جرائــم الـحرب التــي ارتكبتهــا إرسائيــل يف حــق الشــعب الفلســطيني منــذ مســتمرة حتــى اليــوم، بــل تصاعــدت يف العقديــن األخرييــن وتنوعــت 1948 العــام أنامطهـا، خاصـة بعـد فـك االرتبـاط مـع غـزة يف سـياق اإلجالء الـقرسي ملسـتوطني ب ـَل �ِ ؛ حيــث واجــه اجليــش اإلرسائــييل مقاومــة كــبرية مــن ِق 2005 القطــاع يف العــام الفصائـل الفلسـطينية. ومنـذ بـدء احلصـار، الـذي فرضتـه إرسائيـل عىل غـزة، يف العـام س ـُِّمِيت � ، تعـرض أهـايل القطـاع لسلسـلة مـن الـحروب، كان أوهلا الـحرب التـي 2007 (عامود 2012 ، ثـم حـرب 2009 - 2008 عـام " الرصـاص املصبوب/معركـة الفرقـان " بـ (الـجرف الصامد/العصــف املأكــول)، 2014 الســحاب/حجارة الســجيل)، وحــرب (حـارس األسوار/سـيف القـدس)، 2021 (صيحـة الفجـر)، ثـم حـرب 2019 وحـرب (الســيوف 2023 (الفجــر الصادق/وحــدة الســاحات)، ثــم حــرب 2022 وحــرب احلديدية/طوــفان األقىص). وقـد أدت اجلرائـم التـي و َّثَقتهـا املنـظامت احلقوقيـة الدوليـة خالل هـذه الـحروب السـبع إىل اهتــزاز الصــورة الذهنيــة إلرسائيــل التــي طــاملا ر َّوَجــت هلا الدعايــة اإلرسائيليــة الرشعيــة التارخييــة " ، و " املظلوميــة األبديــة للشــعب اإلرسائــييل " (اهلاســبارا) عــن الطبيعــة املســاملة " ، إضافــة إىل " أخالقيــة املبــادئ الصهيونيــة " ، و " عىل أرض فلســطني ض ـًا أبعـاد هـذه الصـورة � يف املنطقـة. وبـدأت أي " والديمقراطيـة الوحيـدة " " إلرسائيـل خـ ًا � الذهنيــة يف التــآكل التدريـجي يف وعــي الــرأي العــام العالـمي، واكتســب ذلــك ز كـب ًريًا عندمـا رشع نشـطاء العـامل االفرتايض باخـتالف انتامءاتـهم الفكريـة والسياسـية واجلغرافــية يف نرش جراــئم اجلــيش اإلرساــئييل وانتهاكاــته بــحق الــشعب الفلــسطيني. ن املالحظـة لنشـاط مسـتخدمي شـبكات التواصـل االجتامعـي بـروز أنامط اتصاليـة تـبن ِّي � و حديثــة طغــت عىل عنــارص العمليــة االتصاليــة التقليديــة؛ إذ بــات املســتخدم فــاعا ًل ا عـًا ملحتـوى إعالمـي بديـل يشـتبك مـع رسديـات ومحالت � يـا نشـ ًطًا ومؤثـ ًرًا وصان � اتصال العالقـات العامـة اإلرسائيليـة إزاء الـحروب عىل قطـاع غـزة، وجرائم اجليـش اإلرسائييل. وللتعامـل مـع هـذه الظاهـرة اجلديـدة، جلأت إرسائيـل إىل توظيـف العالقـات العامـة الرقميـة يف حماولـة إلصالح صورتـها الذهنيـة املتآكلـة، والرتويـج للروايـة اإلرسائيليـة
Made with FlippingBook Online newsletter