العدد 4 – يوليو / تموز 2024

269 |

ض ـًا إىل جتاهـل األبعـاد الدينيـة لـلرصاع، مثـل مركزيـة القـدس � ويسـعى هـذا اخلطـاب أي واملسـجد األقىص عنـد املسـلمني، بـل وحتـى أمهيـة القـدس وكنيسـة القيامـة بالنسـبة للمسـيحيني. فمثـل هـذه اجلوانـب غري مطلـوب التطـرق هلا، نظـ ًرًا لقدرتـها عىل جتييـش عواطـف العـرب الدينيـة، اإلسالميـة واملسـيحية. ويمكـن ربـط جتاهـل احلديـث عـن بسـنوات، حـاول " طوفـان األقىص " البعـد الدينـي لـلرصاع بخطـاب بـدأ قبـل معركـة يـا أن مكانـه يف منطقـة � أن ينفـي وجـود املسـجد األقىص يف فلسـطني مـن األسـاس، مدع )، وأن املســجد األقىص يف القــدس ال يتمتــع بــأي 54 بني مكــة والطائــف بالســعودية( قدسـية دينيـة أو أمهيـة تارخييـة؛ لذلـك يصبـح الرصاع ال معنـى لـه. خاتمة لرتويــج الرسديــة " طوفــان األقىص " اســتغل أنصــار اخلطــاب املتصــهني معركــة اإلرسائيليـة عىل منصـات التواصـل االجتامعـي بـهدف إقنـاع املسـتخدمني العـرب بام يعتربونـه العواقـب الوخيمـة للمقاومـة والتكلفـة الباهظـة لرفـض االحـتالل اإلرسائييل، " اإلرهاب ـيني " وتسـويق فوائـد إقامـة عالقـات مـع إرسائيـل والتحالـف معهـا ضـد وــضد إــيران. ويمكـن القـول: إن املعنـى الكامـن الرئـييس والـهدف النهائـي الـذي يسـعى اخلطـاب العـريب املتصـهني إىل تسـويقه هـو الدفـاع عـن األنظمـة العربيـة، خاصـة تلـك التـي مل تتعــرض للموجــتني األوىل والثانيــة مــن الربيــع العــريب، أو التــي ُأ ُْجِْهَِضَــت فيهــا عـ ُِرِف عــن هــذه األنظمــة � الثــورات، ومتيــزت بمعاداتـها ألي حــراك شــعبي. وقــد حتالفهـا مـع إرسائيـل، وتوقيـع اتفاقيـات لتطبيـع العالقـات معهـا، أو االسـتعداد إلبـرام معاهـدة سالم معهـا بـهدف تـأمني مصاحلهـا مـن ناحيـة، وملواجهـة إيـران مـن ناحيـة أخـرى. كام سـعى هـذا اخلطـاب إىل إقنـاع املسـتخدمني بأمهيـة احلفـاظ عىل األنظمـة، ثـل أداة � والـتامس األعـذار هلا يف مواقفهـا مـن الـحرب عىل غـزة، والزعـم بـأن املقاومـة مت خارجــية ترــغب يف تألــيب الــشعوب عىل حكامــها، وإــثارة الــفوىض يف املنطــقة. وبـرز هـذا اخلطـاب بوضـوح يف اهلجـوم الشـديد الـذي شـَّنَته احلسـابات التابعـة لعِّيِنـة الدراسـة عىل الـحراك الشـعبي املسـاند لغـزة يف األردن واملغـرب واليمـن، ويف دول أخرى كذلـك، وإن بدرجـة أقـل، واتـهام املتظاهريـن ب أنـهم ال خيرجـون لدعـم فلسـطني، بـل

Made with FlippingBook Online newsletter