العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 316

ا لتغـيري املشـهد اإلعالمي بـكالم أدق، بـدل أن يكـون الـخروج مـن تلـك الـحرب مـدخا ًل يف الــبالد وبــروز مؤسســات إعالميــة وطنيــة التوجــه واخلطــاب، تعــززت طائفيــة اإلعالم وفئويتـه، ليصبـح معظمـه جـز ًءًا مـن واقـع االحرتاب الشـامل يف لبنـان ومـرآة خلارطـة انقسـامات جمتمعـه. ويمكننـا القـول: مل تعـد يف لبنـان وسـائل إعالميـة، باملعنـى اسـتكملت البنـى امليليشـياوية لرتكيبـة النظام، " أجهـزة إعالمية " الصحفـي للكلمـة، بـل ودخلــت، مــن البــاب العريــض، يف متاهــات املحــاور والتشــكيالت واالصطفافــات يـا، تعيـش � عـًا. حال � السياسـية والطائفيـة واملذهبيـة املحليـة واإلقليميـة والدوليـة، يف آ ٍن م الوسـائل اإلعالميـة اللبنانيـة املختلفـة مشـكلة عـدم وجـود سياسـات إعالميـة تربـط ما بينهـا؛ مـا أدى إىل فـوىض م َّكَنـت عوامـل خارجيـة (أجنبيـة) مـن السـيطرة عىل اإلعالم " َك � َر َش " )، ويـجد الصحافيـون أنفسـهم أرسى عالقـات القـوة التـي وقعـوا يف 2 اللبنـاين( لعبـة جتاذباتـها والتوازنـات التـي حتكمهـا. فهـؤالء، وإ ْن كانـوا احللقـة األضعـف يف هـذه املرحلـة عىل الرغـم مـن أنهـم يبـدون األقـوى بسـبب الشـهرة التـي يوفرهـا لهـم عملهم، ا مـن لكنهـم ال ُيُبالـون باالنتقـادات التـي ُتُوجـه إليهـم. هـم يعتربونـها ُمُغ ِرِضـة وشـكا ًل أشـكال تصفيـة احلسـابات بني اجلهـات السياسـية املتناحـرة (التـي ينطـق باسـمها معظـم الصحافـيني)؛ والغريـب أنـهم ال يقلقـون عىل مصداقيتهـم التـي زعزعتهـا أزمـة الثقـة الـذي " مجهورهـا " املتبادلـة بينهـم وبني اجلمهـور؛ ألن كل رشيـحة مـن الصحافـيني هلا . " اجلامهري " ختاطبـه وال هيمهـا، بالتـايل، باقـي م ـَن يدافـع عـن مبـدأ عـدم حتميـل اإلعالم مسـؤولية فـيام يعيشـه � بطبيعـة احلال، هنـاك البلــد مــن اهنيــارات أصابــت كافــة القطاعــات واملؤسســات، بام فيهــا املؤسســات .) 3 ( " أن لبنـان قـد انـهار؛ ألن إعالمـه منهـار " م ـَن يعـترب، باملقابـل، � اإلعالميـة، وهنـاك " إذا كان اإلعالم اللبنـاين أحـد ضحايـا أزمـات البلـد " ن حيـال مـا يـن املوقـفن ْي � وأمـام هذ ، تصـوغ الباحثـة سـؤاا ًل ا " إذا كان أحـد املسـؤولني األساسـيني عـن تلـك األزمـات " أو بـًا: مـاذا تـغري يف املنظومـة اإلعالميـة اللبنانيـة يف ضـوء رهانـات التغـيري � إشـكالًّيًا مرك التــي أطلقتهــا ثــورات الربيــع العــريب واألزمــات املتنوعــة واملتوالــدة التــي تعصــف نـ ًا اعتبــار النمــوذج � م ـ ًا؟ وإىل أي مــدى ال يــزال ممك � بلبنــان منــذ نحــو العرشيــن عا ، طائفيــة " تعدديــات زبائنيــة " ، مــع تشــظي نظامــه إىل " ي ـ ًا � تعدد " الصحفــي اللبنــاين ومذهبــية وسياــسية وحزبــية؟

Made with FlippingBook Online newsletter