العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 334

لبنان، فيجـب مراقبـة خارطـة املصالـح (الطائفيـة واحلزبيـة واملاليـة والشـخصية حتـى) اإلعالم اللبنـاين يتفاعـل مـع السـلطة، " والعالقـة مـا بني اإلعالمـيني والسياسـيني. فــ م ـًا مثـلام يتعامـل الزئبـق مـع الوعـاء الـذي يـحاول احتـوا َءَه؛ فهـو ال يتـخىل عـن � متا مواجهتهــا، يف بعــض األحيــان، لكنــه رسعــان مــا يصطــف إىل جانبهــا للدفــاع عــن .) 39 ( " مصاحلهـا، يف معظـم األحيـان William نـف الباحـث األمريكـي، وليـم روو ( � قبـل نحـو نصـف قـرن مـن الزمـن، ص )، الصحافـة اللبنانيـة ضمـن نمـوذج الصحافـة التعدديـة، وميزها عـن النموذجن ْي ن Rugh ليسـت " . ويقـول روو: " الصحافـة املواليـة " و " الصحافـة التعبويـة " يـْن، وهـما � اآلخر الصحـف اللبنانيـة عديـدة فحسـب، بـل إنـها ُتُقـ ِّدِم للجمهـور أكثـر اآلراء واملعلومـات ). ويعنـي الباحـث بالنمـوذج التعـددي، 40 ( " عـًا مـن أي صحافـة عربيـة أخـرى � تنو يـا (وال تـزال) عرب وجـود جمموعـات � ج ـَم عمل � هنـا، التعدديـة السياسـية التـي كانـت ُتُرت وفئـات (أحـزاب سياسـية منظمـة أو أشـكال أخـرى مـن التجمـع) ذات فلسـفات أو مناهـج خمتلفـة تـجاه السياسـة العامـة للـبالد. ويسـهل للجمهـور متييـز هـذه الفلسـفات ا بحسـب روو، مـن خالل بعـض االختيـارات الواضحـة يف املضمـون واملناهـج، ودائاًم السـيايس للصحـف، والـذي يظهـر عىل شـكل حتيـز، باتـجاه أو بآخـر، عىل مسـتويات: السياســة الوطنيــة واالنــتامء الدينــي والسياســة اإلقليميــة والعالقــات الدوليــة. أمــا ، فيمكـن اختصارهـا باإلشـارة إىل أن " هـذه التعدديـة " بالنسـبة لتعاطـي الدولـة مـع النظـام احلاكـم يف لبنـان كان يسـتطيع، مـن وقـت آلخـر، أن يقـايض الصحافـة أو أن يتخـذ أي عمـل آخـر لكبـح مجاحهـا، غري أنـه ال يذهـب إىل حـد يتوقـف معـه النقـد، .) 41 م ـًا( � يـا، أو خيلـق بـه اتسـاًقًا تا � كل يـا، اقرتن تطور الصحافة يف لبنان بالسـياق السـيايس وبمنسـوب الرصاع بني السـلطة � تارخي ترصفـت الصحافـة اللبنانيـة (يف مخسـينات القـرن املايض)، " واألحـزاب السياسـية؛ إذ ر ة عـن النشـاط السـيايس القائـم مـن منطلـق أنـها النـد للسـلطة، أكثـر منهـا وسـيلة مـعر ِّب يف البلـد (سـواء أكانـت الصحافـة مـع هـذا النظـام أو ضـده)، وهـي كانت جاهـزة، حني تدعـو احلاجـة، ألن تلعـب دو ًرًا لتقويـض السـلطة، إذا رأت فيهـا، بمعـايري الصحافـة، سـلطة غري ديمقراطيـة أو جائـرة أو غري جيدة...إلـخ. لكـن، أثنـاء الـحرب األهليـة ومـا يـا؛ إذ حتولـت الصحافـة � ، اختلـف األمـر، جذر 2005 بعـد اتفـاق الطائـف وحتـى سـنة إىل أبـواق ألهـل السـلطة واألحـزاب التـي تتبـع هلا؛ أمـا يف وقتنـا احلارض، فصـارت

Made with FlippingBook Online newsletter