| 336
وبعـد " والطلـب منـه بالتوقـف الفـوري عـن كيـل الشـتائم. " السـباب " إىل مقاطعـة ت ـح هـواء �ُ ميض الشـهور الثالثـة األوىل لالحتجاجـات، ويف أوقـات مـحددة ومفصليـة، ُف التليفزيونــات واإلذاعــات اللبنانيــة عىل مرصاعيــه للدفــاع عــن األعمــدة األساســية للنظـام، مـن خالل اسـتضافة الرمـوز السياسـية واالقتصاديـة واملاليـة املسـؤولة عـن ). والسـؤال 46 ( " اهنيـار الـبالد، كـي تتمكـن مـن تبييـض صفحتهـا أمـام اللبنانـيني بني أهـل السـلطة " التكافلي ـة " البديـهي الـذي يفـرض نفسـه هنـا: مـع هـذه العالقـة واإلعالم يف لبــنان، أي جــهة ــهاب األــخرى؟ ال يمكـن جتاهـل الطبيعـة امللتبسـة للعالقـة بني اإلعالمـيني والسياسـيني يف لبنـان، أخـ ًذًا باالعتبــار، التناقضــات الكــثرية التــي حتكــم املفاهيــم الراعيــة للعمــل اإلعالمــي يف هـذا البلـد؛ إ ْن بالنسـبة لآلليـات املهنيـة أو تقاليـد املامرسـة الصحفيـة التـي تأخـذ مـن ب ـا � نـا لتجميـل االنقسـامات احلادة يف اجلسـم الصحفـي. وجوا � عنوا " التعدديـة واحلريـة " عىل السـؤال أعاله، فـإن السـلطة يف لبنـان تـهاب وسـائل اإلعالم، يف الغالـب، أكثـر بكثري ا ، أو املؤسسـات الدسـتورية نفسـها. ولكـن ال تعـود تلـك املهابة ممـا تـهاب القضـاء، مـثا ًل إىل خشـية مـن قـدرة اإلعالمـيني عىل حماسـبة السـلطة والسياسـيني، وتأليـب الـرأي العـام ضدهـم (بوصفهـم سـلطة رابعـة)، بـل إىل واقـع التفلـت يف املنظومـة اإلعالميـة س ـِكة � وحـاالت تناقـض املصالـح املوجـودة بني القـوى املتناحرة-املتوافقة-املتنافسـة اُملُم بـاإلعالم. لقـد أشـارت الدراسـة يف الفقـرات السـابقة إىل االنـتامء الفئـوي للمؤسسـات يـُفيض إىل أن كل جـزء مـن � مـا " اإلعالميـة اللبنانيـة، وإىل تبعيـة كل منهـا جلهـة معينـة الصحافـيني التابـعني لألجـزاء األخـرى منهـا، " غضـب " السـلطة لديـه رهـاب مـن ). ولكـن 47 ( " ر ون عـن مصاحلهـم خاصـة اخلصـوم؛ ألن هـؤالء ينطقـون باسـمهم ويـعر ِّب بعـض الصحافـيني اللبنانـيني ينظـرون إىل هـذه املسـألة مـن زاويـة أخـرى، فيعـتربون أن نظـرة السـلطة يف لبنـان إىل اإلعالمـيني تشـبه نظـرة أي شـخص إىل حيواناتـه األليفـة " (وظيفـة الكلـب األليـف). فـعىل مـدى السـنوات األخرية، نجحـت السـلطة يف لبنـان، وإىل حـ ٍّد كـبري، يف تبخيـس قيمـة العمـل الصحفـي (بالتـدرج) وتـدجني الصحافـيني، وكان ذلـك جـز ًءًا مـن ترتيبـات إخضـاع اإلعالم، بشـكل عـام، مـن خالل إخضـاع .) 48 ( " الصحافـيني باملفـرق
Made with FlippingBook Online newsletter