العدد 4 – يوليو / تموز 2024

337 |

. العمل اإلعالمي بين رواية الثقافة السياسية وبناء الخطاب العام 7 يـًا للثقافـة السياسـية � فـًا إجرائ � قدمـت دائـرة املعـارف الدوليـة للعلـوم االجتامعيـة تعري ب أنـها جمموعــة االجتاهــات واملعتقــدات والقيــم التــي تنظــم وتعطــي معنــى للنظــام السـيايس، بـل وتسـهم، يف بلـدان كـثرية، يف حتديـد شـكل هـذا النظـام وعنـارص القيـادة السياسـية فيـه (عائلـة معينـة، حـزب مـعني، جمموعـة صـغرية ذات وضعيـة خاصـة دينية يـا يف تعزيـز � أو مذهبيـة أو عرقيـة أو تعليمية...إلـخ). وتلعـب وسـائل اإلعالم دو ًرًا مركز الثقافـة السياسـية، لكنهـا جتنـح، يف أحيـان أخـرى، إىل تقويـض ثقـة املواطـنني بالعمليـة السياســية؛ فتتحمــل، إذاك، جــز ًءًا مــن املســؤولية عــن تــآكل رأس املال االجتامعــي مـن خالل تغذيتهـا، يف نفـوس اجلمهـور، النزعـة الفرديـة واالتـجاه نحـو االنسـحاب Gabriel ). لقـد أطلـق الباحـث األمريكـي، غابريـال آملونـد، ( 49 مـن احليـاة العامـة( الثقافـة السياسـية " ، توصيـف " الثقافـة السياسـية " )، الـذي وضـع مفهـوم Almond يـن ألشـكال الثقافـة � ن اآلخر عىل احلالـة اآلنفـة الذكـر ليميزهـا عـن النمـوذجن ْي " الضيقـة ق ـ ًا � . ووف " الثقافــة السياســية املشــا ِرِكة " و " الثقافــة السياســية التابعــة " السياســية، أي لتصنيـف آملونـد، يمكـن نعـت الثقافـة السياسـية السـائدة يف لبنـان، وإىل حـد بعيـد، ؛ إذ يقـترص دور الفـرد فيهـا عىل تلقـي خمرجـات النظـام " الثقافـة السياسـية الضيقـة " بـ الســيايس واالمتثــال لــه، يف شــتى احلاالت واألوضــاع والظــروف، بالنظــر إىل جهــل هـذا الفـرد بالبدائـل األخـرى، وحتـى لـو كان يعـرف تلـك البدائـل فهـو يعجـز (أو ال .) 50 يرغـب) يف أن يتحـرك لطرحهـا( ا ، ا منتـظاًم ُتُعـد مشـاركة اللبنانـيني يف احليـاة السياسـية مشـاركة متقطعـة وال تتخـذ شـكا ًل بـا، بعمليـة � وتتصـف، كذلـك، بالشـكلية واملوسـمية وعـدم الفاعليـة، وهـي ترتبـط، غال التعبئـة االجتامعيـة اجلامهرييـة أثنـاء األزمـات؛ إذ يعـود املواطـن اللبنـاين إىل سـلبيته، خاصـة مـع تواضـع دور املعارضـة (انعدامـه؟). ولكـن، حتـى هـذه الثقافـة السياسـية الضيقـة ال تنطبـق، بالكامـل، عىل احلالـة اللبنانيـة؛ إذ إن لـهذا النـوع مـن الثقافـة، عـادة، مهمـة مركزيـة تتلخـص يف حتديـد النطـاق العـام املعقـول للعمـل السـيايس وترسـيم الـحدود املرشوعـة بني احليـاة العامـة واحليـاة اخلاصـة، وهـذا مـا ال حيصـل يف لبنـان. سـنحاول التعـرف، يف الفقـرات املقبلـة، عىل كيفيـة مشـاركة الصحافـيني اللبنانـيني يف نرش الثقافـة السياسـية التـي تسـود يف لبنـان وتعزيزهـا؛ مـن منطلـق أن وسـائل اإلعالم

Made with FlippingBook Online newsletter