العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 340

عندمـا ختطـط املجموعـات السياسـية واملنظومـات االقتصاديـة واملرصفيـة والعواصـم لفــرض مســار أو خطــاب يف لبنــان يكــون اإلعالم " الفاعلــة عىل الســاحة اللبنانيــة (يقومـون بـها) تركـز " محلـة إعالميـة " جـز ًءًا أساسـًّيًا مـن منفـذي هـذه اخلطـط عرب عىل قضايـا مـحددة. وهنـاك تعـدد يف مفاهيـم الثقافـة السياسـية يف لبنـان، مـا أوجـد، التعدديــة " يف املامرســة اإلعالميــة اللبنانيــة الـح َّل للتناقضــات التــي تنشــأ عــن تلــك للثقافـة السياسـية املوجـودة يف اإلعالم اللبنـاين؛ ثقافـة، يرويـها اإلعالميـون " املفاهيميـة عـًا للظـروف التـي ُتُطـ َرَح فيهـا العناويـن السياسـية، والتوقيـت املرتبـط بمصلحـة � تب فام " .) 59 ( " القـوى السياسـية واملكونـات الطائفيـة التـي تتحكـم بمسـار هـذا اإلعالم فـًا لـه. وهـذه � بـا شـحن للـرأي العـام وليـس توعيـة وتثقي � يقـوم بـه إعالم لبنـان، هـو غال معضلـة (مـن معضالتنـا الكـثرية)، تتحمـل مسـؤوليتها إدارات التحريـر يف املؤسسـات اإلعالميـة التـي تعـترب نفسـها حاميـة لسياسـات مالكيهـا وداعميهـا. وهـذا األمـر نـراه يف ملفـات أساسـية معقـدة يف البلـد، مثـل ملـف املصـارف واالهنيـار املايل وسالح حزب اهلل والالجـئني الفلسـطينيني والنـازحني السـوريني واحلريـات الفرديـة والعامة...إلـخ، ج ـًا بني التضليـل والتحريـف والشـحن، كل � ومجيعهـا قضايـا مهمـة يتنـاوهلا اإلعالم ماز .) 60 ( " بحسـب خطـه السـيايس أظهـر التدقيـق يف آليـات عمـل منظومـة الوسـائل اإلعالميـة اللبنانيـة أن ال لبـس يف هوية هـذه الوسـائل وموقعهـا مـن القضايـا اجلوهريـة يف لبنـان (املوقـف مـن النظـام السـيايس الطائفـي، موقـع لبنـان يف الرصاع العريب-اإلرسائـييل، موقـف لبنـان مـن النظـام الـدويل ب ـا تسـعى، مـن خاللـه، إىل إعـادة � ن أنـها تعمـم خطا بني الرشق والغرب...إلـخ)؛ وتـبن َّي تشـكيل وبنـاء الـرأي العـام اخلاص بـكل وسـيلة، ويبـدو ذلـك إمـا يف أداء اإلعالمـيني عرب خمتلـف األشـكال التـي يظهـرون فيهـا يف وسـائل اإلعالم (كمقـدمني أو كضيـوف)، أو مـن خالل اجلمهـور الـذي ُيُسـمح لـه بـاإلدالء بدلـوه يف الشـارع أو يف األسـتوديو ن مـن اآلراء التـي اسـتقتها الباحثـة مـن مقابلـة عينـة مـن (مشـاركة منظمـة). ويتـبن َّي الصحافـيني اللبنانـيني كيـف أن وسـائل اإلعالم يف لبنـان تقـوم، بشـك ٍل مبـارش وممنهـج ومتكـرر، باحتـواء مجهورهـا عرب إثـارة مواضيـع وقضايـا حتفـزه وتعيـد تشـكيل وعيـه بمصطلحـات تصبـح جـز ًءًا مـن التعـبريات السياسـية لـهذا " تـزوده " وخطابـه حيـاهلا، و اجلمهـور، وسـمة مـن سامتـه التـي تـشري إىل مسـار تـأطريه.

Made with FlippingBook Online newsletter