العدد 4 – يوليو / تموز 2024

341 |

. تفاعل اإلعالميين مع بيئتهم وسياق الحريات اإلعالمية 8 ج ـَم يف شـكل العالقـة بني أصحـاب املهنـة � لـكل مهنـة أخالقياتـها وسـلوكياهتا التـي ُتُرت ، ويــأيت اإلعالم يف مقدمــة املهــن التــي " مســتفيدين " وبني عمالئهــم كـ " مـمارسني " كـ تعكـس صـورة املجتمـع بتجاربـه ومشـكالته وظواهـره، غري أنـه خيتلـف عـن باقـي املهـن بكونـه رسـالة (قبـل أن يكـون مهنـة)، وال يتوقـف دوره عىل مـجرد أداء لوظيفـة اجتامعيـة أو ممارسـة هلوايـة تثقيفيـة. فـاإلعالم لـه وظائـف عديـدة تسـهم، مجيعهـا، يف بنـاء الفـرد واملجتمـع (حتـى وظيفـة الرتفيـه والتسـلية)، ولكـن قـد يكـون أمههـا التواصــل الـحي مــع اجلمهــور؛ إذ تعتمــد األنظمــة الديمقراطيــة عىل وســائل اإلعالم السـليمة واملتعـددة واملتنوعـة واملسـتقلة التـي يمكنهـا أن توفـر منصـة للنقـاش العـام .) 61 يـ ًا يامرس اجلمهــور، مــن خالهلام، حــق التعــبري بشــكل فعــال( � وفضــاء اجتامع فالصحافـة، كسـلطة رابعـة (باملعنـى املجـازي وليـس الدسـتوري)، عندهـا القـدرة عىل ممارسـة الرقابـة والـجدل والبحـث والنقـد الـحر ومتحيـص اآلراء، ألنـها القـوة املبـارشة للـرأي العـام الـذي يـدرك، بوعيـه الـداخيل، أنـه أقـرب إىل التعـبري عـن نفسـه عنـد الرضورة، مـن كل الذيـن أنابهـم عنـه وأنـاط بهـم مسـؤولية السـلطات الدسـتورية لنظـام الدولـة. مـا يعنـي، أنـه إذا كان للصحافـة (أو اإلعالم) القـدرة غري املتناهيـة عىل التالعب بوعـي األفـراد، فهـي تسـتطيع، يف الوقـت عينـه، املشـاركة يف مظهـر مـن مظاهـر سـيادة الشـعب عـن طريـق الكشـف احلقيقـي عـن رغبـات النـاس واختياراتـهم واإلسـهام .) 62 الفـعيل يف صنـع القـرارات( ك ـ ِر �ُ ال يلــزم املراقــب للمشــهد اإلعالمــي يف لبنــان كــبري عنــاء لكــي يوقــن أن مــا ُذ بخصـوص دور اإلعالم ال ينطبـق عىل الوظائـف التـي يؤديـها اإلعالم اللبنـاين. فـعىل الرغــم مــن احلضــور الكثيــف للوســائل اإلعالميــة يف حيــاة اللبنانــيني، فــإن هــذا ثـل، يف هـذه األزمـة � ال يعنـي أن اإلعالم يف لبنـان ينحـاز ملصالـح النـاس ويم " احلضـور الوجوديـة التـي يواجههـا البلـد، ج ًرسًا للحـوار بني مجيـع رشائـح الشـعب؛ بـل عىل فـًا عـن أداء أهـل السياسـة � م ـًا؛ إذ مل يكـن أداء الصحافـيني اللبنانـيني خمتل � العكـس، متا ثـل يف تغافـل غالبيـة الوسـائل � ). غري أن األسـوأ، قـد مت 63 ( " واالقتصـاد واملال يف البلـد اإلعالميـة عـن الـحدود الدنيـا للمعـايري القيميـة واالعتبـارات األخالقيـة والضوابـط املهنيـة التـي يتـعني أن حتكـم حركيـة اإلعالم وتضبطهـا. واحلديـث عـن تلـك املعـايري القاعـدة " واالعتبـارات والضوابـط، صـارت يف لبنـان أشـبه بـالرتف، بعدمـا أصبحـت

Made with FlippingBook Online newsletter