العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 348

- تنبـع مضـامني الوسـائل اإلعالميـة مـن هـدف مـحدد، وهـو التعبئـة السياسـية لصالـح اجلامعــات واألحــزاب املوجــودة يف الســلطة ولتوجهاتـهم األيديولوجيــة، ولكنهــا نـًا، بصـورة غري مبـارشة وغري رصيـحة. � ُتُصـاغ، أحيا - تتقصـد وسـائل اإلعالم اللبنـاين، والتـي تنازلـت عـن دورهـا الرقـايب للسـلطات، تزييـف وعـي اجلمهـور املتلقـي مـن خالل مقاربتهـا ومعاجلتهـا للقضايـا املطروحـة؛ إذ إــها تقدمــها كامدة إعالمــية ــخدم، ح ًرصًا، وظيفتــها وإسرتاتيجيتــها. مـما تقـدم، يمكـن االسـتنتاج أن الوسـائل اإلعالميـة اللبنانيـة، وعىل عكـس مـا تدعيـه، م ـَل للنظـام السـيايس، � تشـكل القـوة األساسـية التـي تعيـق تبلـور نـواة لعمليـة تغـيري حمت . 2019 أكتوبر/ترشيـن األول 17 ش ـَف يف حلظـة � وهـذا مـا تك م ـًا، يف تاريـخ لبنـان، � وتـجب اإلشـارة إىل مسـألة مهمـة جـ ًّدًا، وهـي أنـه مل يـحدث يو معركـة سياسـية مـع اإلعالم وربحهـا (ومـهام كان حـال هـذا " طـر ٌف مـا " أن خـاض ه ـًا). فاملعركة مـع اإلعالم، � يـا وسـيًئًا وتاف � اإلعالم وسامتـه وأوضاعـه وحتـى لـو كان مفرت ا معركـة خـارسة، واملسـألة هلا عالقـة، ربام، بالوجـدان اللبنـاين الـذي يف لبنـان، هـي دائاًم س ـًا باحلريـات، ورسعـان مـا � يعـترب أي تطـاول عىل الوسـائل اإلعالميـة واإلعالمـيني م ال عالقـة لـه " موضـوع املعركـة " يتحـول األمـر إىل معركـة حريـات (حتـى ولـو كان باحلرــيات). يـًا (باملعنــى � رغــم أمراضــه املســتعصية، ال يمكــن لإلعالم اللبنــاين إال أن يكــون تعدد يـا: ألن فيـه � عىل احلريـة الصحفيـة، وثان " مدمـن " ا : ألن البلـد الرتاكمـي العـددي)؛ أوا ًل عـًا يف قـواه السياسـية. لكـن تعدديـة اإلعالم اللبنـاين معتـورة، وتنقصهـا مكونـات � تنو عـن لبنـان املرشذم " صـورة طبـق األصـل " أساسـية لتكـون صحيحـة وسـوية، فهـي يـًا. ولذلـك، باتـت املنظومـة اإلعالميـة اللبنانيـة تـحوي كافـة � يـًا ومذهب � سياسـًّيًا وطائف األنامط التــي ذكرهــا الباحــث األمريكــي، وليــم روو، (والتــي مل يذكرهــا أي ًضًــا)، أي يمكـن القـول: إن النمـوذج الصحفـي يف لبنـان هـو تعبـوي تـحرييض، ولكنـه كذلـك م ـًا مأجـور � (تـحت الـترصف)، ودو " غـ َّب الطلـب " ض ـًا معـارض � مـوال بالكامـل، وأي ا ). ـمـَن يدــفع ــله أصا ًل للجــهة الــتي تدــفع ــله أكــثر (وــقد ال ــجد ال يبـدو هنـاك أمـل بـأي حـل ينتشـل املنظومـة اإلعالميـة اللبنانيـة مـن الـهوة التـي ســقطت فيهــا، طــاملا هــذا النظــام الســيايس الطائفــي، الــذي أدخــل املؤسســات

Made with FlippingBook Online newsletter