العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 378

مرموقـة ذات وزن سـيايس ومواليـة للحكومـة، وكذلـك رئيـس حتريـر لـكل صحيفـة. كام أسسـت احلكومـة دا ًرًا كـبرية لتوزيـع الصحـف السـودانية واألجنبيـة ووفـرت هلا سـيارات لنقـل الصحـف داخـل العاصمـة وخارجهـا. وتعـترب هـذه الـفرتة مـن أكثـر ج ـًا للصحـف السـودانية التـي حققـت أعىل نسـب التوزيـع � الـفرتات التـي شـهدت روا ألـف نسـخة يف اليـوم، وانتهـت هـذه التجربـة 100 قـُِّدِر الرقـم بحـوايل � يف تارخيهـا؛ إذ ، الــتي ــتم بعدــها إغالق الصحيــفتني. 1985 بعـد انتفاضـة أبريل/نيسـان ظلــت الصحــف تصــدر خالل فرتة الدراســة عرب نظــام الرشكات اململوكــة ألفــراد، وكان معظمهـا يعمـل بإمكانـات متواضعـة ودور متهالكـة يف بعـض منـازل اخلرطـوم صفحـة، وال 12 القديمـة، وقـدرات حتريريـة متواضعـة، وصفحـات مـحدودة ال تتعـدى متلـك مطابـع خاصـة بهـا، وتطبـع يف مطابـع مملوكـة جلهـاز األمـن واملخابـرات أو بعـض املطابـع الصـغرية يف املنطقـة الصناعيـة باخلرطـوم. وقـد شـكلت تكلفـة الطباعـة والورق ا عىل الصحـف اضطر ئـا ثقـيا ًل � ومـدخالت اإلنتـاج التـي ُيُسـتورد معظمهـا مـن اخلارج عب الكـثري منهـا لالنسـحاب مـن السـوق، وقـد تسـببت التكلفـة العاليـة يف إغالق بعـض الصحـف احلكوميـة التـي عانـت مـن البـوار بسـبب عـدم إقبـال املعلـنني عليهـا وابتعـاد القـراء عـن رشائهـا. لقـد ظلـت الصحافـة السـودانية منـذ نشـأهتا تعـاين مـن غيـاب الدعـم احلكومـي غري املبـارش هلا عـن طريـق إعفائهـا مـن اجلامرك أو تـوفري ميـزات تفضيليـة لـمدخالت إنتاجها ا عـن صعوبـة وجـود قنـوات للتوزيـع داخـل وخـارج وفـرض الرضائـب عليهـا، فـضا ًل السـودان. وكانـت تعتمـد يف متويلهـا عىل اإلعالنـات املحـدودة التـي تـأيت مـن بعـض القطاعـات، مثـل رشكات االتصـاالت، واملصـارف، واملصالـح احلكوميـة. وال يوجـد يف السـودان قطـاع صناعـي وخدمـي كـبري؛ إذ إن القطـاع الصناعـي واخلدمـي والتجـاري يف السـودان مـحدود، ويعـترب سـو ًقًا للمنتـجني وليـس املسـتهلكني، حيـث ال حيتـاج املنتج لتكبـد نفقـات اإلعالن يف وقـت تنعـدم فيـه املنافسـة لقلـة املنتـجني وشـح املنتجـات. % مــن دخلهــا عىل 80 وألن الصحــف تعتمــد يف متويلهــا بنســبة كــبرية تقــدر بحــوايل اإلعالن، انعكـس شـح اإلعالنـات يف السـوق السـودانية عىل تطـور العمـل الصحفـي وعـدم قـدرة الصحـف عىل رشاء املطابـع احلديثـة والـورق واسـتخدام التقنيـات املتطورة

Made with FlippingBook Online newsletter