العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 382

تعتمــد احلكومــة يف الســودان يف بنــاء خطابـها اإلعالمــي بدرجــة كــبرية عىل اإلعالم املسـموع واملرئـي، خاصـة اإلذاعـة السـودانية والتليفزيـون القومـي اململـوكني للحكومة باعتبارهـما األوسـع انتشـا ًرًا يف السـودان ويغطيـان كل مناطـق وواليـات الـبالد. ويعتمد اخلطـاب اإلعالمـي عىل أخبـار احلكومـة ونقـل نشـاطها والدعايـة هلا ولنشـاط األجهـزة الرسـمية للدولـة. وعىل الرغـم مـن وجـود بعـض الربامـج السياسـية ذات الـنربة النقدية إال أن مقدمـي الربامـج حـذرون يف تنـاول القضايـا احلساسـة التـي ترتبـط باألمـن، كام كانـت هـذه األجهـزة تتجنـب اسـتضافة املعـارضني للحكومـة. رؤية المجتمع الصحفي السوداني يعتمـد دور وسـائل اإلعالم عىل مـا توفـره الدولـة مـن حقـوق، مثـل سـقف احلريـات املتاحــة، وحــق الصحفــيني يف احلصــول عىل املعلومــات والــسامح بالتنــوع وتعــدد )، وهـي مسـ َّلَامت كان حـوهلا ضبابيـة كثيفـة يف ظـل دسـتور يسـمح بحريـة 22 اآلراء( اإلعالم يف ظـل قيـود وكوابـح وبيـنام يسـتمر جهـاز املخابـرات يف العمـل سـي ًفًا مسـل ًطًا عىل املامرسـات املهنيـة اليوميـة. وخالل فرتة الدراسـة غـرق الوسـط الصحفـي السـوداين يف انقسـامات سياسـية حـادة س ـًا للبيئـة السياسـية، وكان للحـزب احلاكـم دوره يف تلـك االنقسـامات، � تعـترب انعكا وكذلـك نقابـة الصحفـيني التـي ظـل كـثري مـن الـجدل يـدور فيهـا حـول الكيفيـة التـي يتـم بهـا تسـجيل الصحفـيني الذيـن كان كـثري منهـم يقيـدون يف السـجل الصحفـي دون اشرتاط ارتباطهـم بوظيفـة يف إحـدى املؤسسـات الصحفيـة أو باملهنـة. وقـد هيمنـت نقابــة الصحفــيني عىل الســجل الصحفــي املطعــون يف نزاهتــه مــن قبــل الصحفــيني املعـارضني، كام ظلـت النقابـة تـحت محايـة وإرشاف احلكومـة والـحزب احلاكـم، وكانـت الرؤيـة التـي تـعرب عنهـا النقابـة تؤكـد عىل إجيابيـة اخلطـاب السـيايس للحكومـة الـذي يتحـدث عـن اإلنجـازات والدعايـة للحكومـة وتـحسني صورتـها أمـام الـرأي العـام. ي ـا باسـم � ا مواز يف ذات الوقـت، كان التيـار املعـارض للحكومـة الـذي شـ َّكَل لـه جـساًم يامرس أعضــاؤه الكتابــة بطريقــة نقديــة تتجــاوز يف " شــبكة الصحفــيني الســودانيني " بعـض األحيـان اخلطـوط احلمـراء. ويـرى هـؤالء أن اخلطـاب اإلعالمـي للحكومـة ض ـًا خطـاب تربيـري لألخطـاء يعمـل � يتصـف بعـدم املوضوعيـة واملصداقيـة، وهـو أي ب ـَل �ِ عىل تـوفري احلشـد اجلامهريي والدعايـة، ويتجاهـل السـلبيات التـي تـحدث مـن ِق

Made with FlippingBook Online newsletter