| 386
، التـي سـبقت االنقالب 1958 وحتـى عـام 1956 وسـلوك الصحفـيني خالل الـفرتة مـن العســكري يف نوفمرب/ترشيــن الثــاين مــن نفــس العــام، كانــت تتقيــد بدرجــة كــبرية باالبتعـاد عـن اإلثـارة، والتزمـت بقواعـد الصـدق واالسـتقاللية واملصداقيـة والتـوازن يف عــرض وجهــات نظــر القــوى السياســية واألحــزاب. كام اشــتملت التحلــيالت عىل التنـوع يف اآلراء التـي تعكـس التيـارات السياسـية واحلزبيـة يف املشـهد السـيايس، وتـحررت الصحافـة مـن التدخـل املبـارش للحكومـة أو األجهـزة األمنيـة. ويبـدو أن هـذا اجليـل الـذي كان جييـد القـراءة ويتابـع الصحافـة اإلنجليزيـة التـي كانـت تصـل بانتظـام إىل السـودان قـد سـار عىل النهـج الـذي كانـت تتبعـه الصحافـة الربيطانيـة، واسـتطاع أن يؤسـس لقواعـد سـلوك مهنـي طوعيـة، مثـل النزاهـة واملصداقيـة وممارسـة حريـة التعبري بـَل املسـؤولني واجلمهـور. ويالحـظ أن كبـار �ِ بمسـؤولية؛ إذ حظيـت بـاالحرتام مـن ِق النارشيـن يف هـذه الـفرتة كانـوا زمالء للكـثري مـن رجـال الدولـة واحلكومـة خالل فرتة مناهضـة االسـتعامر الربيطـاين والدراسـة يف كليـة غـوردون اجلامعيـة باخلرطـوم؛ األمـر الـذي جعلهـم يف موضـع التقديـر واالحرتام. لقــد أســهم عــدم االســتقرار الســيايس يف الســودان يف تدهــور قواعــد الســلوك بعــد ، وهــي تـحوالت 1989 و 1969 و 1958 االنقالبــات العســكرية التــي حدثــت يف عــام سياســية ســبقتها تـجارب حزبيــة ديمقراطيــة عىل طريقــة (وســتمنسرت)، وكان لعــدم االســتقرار هــذا أثــره يف عــدم تراكــم خربات املامرســات املهنيــة وتــوارث األجيــال للـخربات مـن األجيـال التـي أرسـت قواعـد السـلوك املهنـي يف الـفرتات الديمقراطيـة يمكـن القـول: 2023 و 2011 الـثالث التـي مـر بـها السـودان. وخالل فرتة الدراسـة بني إن قواعـد السـلوك املهنـي وأخالقيـات العمـل الصحفـي ظلـت تعـاين مـن عـدم التقيـد الصـارم بتلـك القواعـد عىل الرغـم مـن وجودهـا كملحـق بقانـون الصحافـة لعـام قـًا خالل فرتة الدراسـة، والـذي وردت فيـه مـواد � ، وهـو القانـون الـذي ظـل مطب 2009 حتذيـر وتنبيـه الصحفـيني. 2009 قواعد السلوك المهني في قانون الصحافة لعام ) من قواعد السلوك املهني: 2 جاء يف نص املادة ( (أ) أن يتوافــر يف الصحــف الصدقيــة والنزاهــة يف أداء مهنــة الصحافــة مــع االلتــزام باملبــادئ والقيــم التــي يتضمنهــا الدســتور.
Made with FlippingBook Online newsletter