55 |
. اإلبادة اإلعالمية وبنيتها الداخلية والخارجية 6 تـشري مجيـع املعطيـات واملتـغريات، التـي درسـها الباحـث يف احلالـة االسـتثنائية للجامعـة الصحفيـة الفلسـطينية خالل الـحرب عىل غـزة، إىل واقـع (وحقيقـة) اإلبـادة اإلعالميـة التــي تعــرض هلا الكيــان االجتامعــي واملهنــي للجامعــة الصحفيــة الفلســطينية. فقــد كانـت إرسائيـل معنيـة بإسـكات صـوت الصحفـيني والقضـاء عليهـم أكثـر مـن أي ر خطتهـا اإلسرتاتيجيـة لتحقيـق هـذا املنجـز. وعىل الرغـم ي ـفر ِّس � فئـة أخـرى، وهـو مـا بـَل بعـض املبحـوثني، باعتبـاره �ِ مـن اإلشـكال القانـوين يف اسـتعامل املصطلـح مـن ِق يـًا وليسـت لـه أي مرجعيـة قانونيـة دوليـة، فـإن معظمهـم يصـف � غري مألـوف قانون الوضـع الـذي يعيشـه الصحفيـون يف غـزة باإلبـادة اإلعالميـة، وقـد يسـتخدم بعضهـم ص ـًا، لكـن ال خيتلـف مضمونـه وداللتـه عـن املعنـى الـذي حيملـه مفهـوم � ح ـًا خا � مصطل اإلبـادة اإلعالميـة كام تقرتحـه الدراسـة؛ فـهام خيتلفـان يف البنـاء املعجمـي ويتشـاكالن يف قـًا، متأثريـن بالسـياق العـام لألحـداث يف غـزة؛ حيـث يعمـل � الداللـة، كام سـنرى الح اجليـش اإلرسائـييل عىل تـدمري مجيـع مقومـات احليـاة الفلسـطينية التـي جتعـل القطـاع فــضاء غري صاــلح للعــيش وممارــسة أي عــمل مهــني. يـرى بعـض املبحـوثني أن احلالـة االسـتثنائية للجامعـة الصحفيـة الفلسـطينية ُتُعـد جـز ًءًا مـن احلالـة االسـتثنائية التـي يعيشـها الشـعب الفلسـطيني يف ظـل اإلبـادة اجلامعيـة التـي نحـن ال نتعـرض لشـكل واحـد مـن اإلبـادة، بـل هنـاك إبـادة عىل صعيـد " تسـتهدفه آخـر، فعندمـا ال تـجد الـدواء والغـذاء واملاء الصالـح لـلرشب، ويمنـع اجليـش اإلرسائييل ش ـَُّن عىل الصحفـيني �ُ وصـول أدنـى مقومـات احليـاة الطبيعيـة للنـاس، فتلـك حـرب ُت وعىل سـكان قطـاع غـزة. كام متنـع إرسائيـل وصـول املعـدات املهنيـة للصحفـيني. وهـذا ثـل إبـادة � الفعـل املمنهـج ال يمكـن أن يكـون سـوى إبـادة للصحفـي الفلسـطيني كام يم للطبيـب. نحـن نرصـد مجيـع الوقائـع، ومـا يميـز الصحفـي هـو قدرتـه عىل رصـد م ـًا، لكـن يتناسـى � اإلبـادة التـي ُتُرتكـب يف حـق الطبيـب، واملجتمـع الفلسـطيني عمو .) 88 ( " نفسـه، وال يرصـد اإلبـادة التـي يتعـرض هلا هـذا الـرأي الـذي يعـترب اإلبـادة اإلعالميـة جـز ًءًا مـن اإلبـادة اجلامعيـة التـي يتعـرض هلا سـكان قطـاع غـزة، ينطلـق يف حتليلـه مـن وقائـع السياسـة اإلرسائيليـة وتداعياتـها عىل املشــهد الفلســطيني، والتــي ال متيــز بني هويــة وانــتامء الفلســطينيني الذيــن تنظــر
Made with FlippingBook Online newsletter