العدد 4 – يوليو / تموز 2024

| 78

ثانًيًا: التأطير اإلخباري يواجـه جمموعـة مـن الـدارسني عـدة مفاهيـم نظريـة وإجرائيـة حـول نظريـة األطـر، ويتـم تطبيقهـا يف مـجاالت متعـددة مـن قبيـل علـم النفـس وعلـم االجـتامع والعلـوم السياسـية والدراسـات اإلعالميـة... ويظـل الـهدف منهـا، رغـم اخـتالف منطلقاتـها اإلبسـتمولوجية واملنهجيـة، تـوفري رؤى تعكـس -بشـكل نقـدي- أمهيـة هـذه النظريـة ي ـُراد هلا أن � تـَج الرسـائل واخلطابـات؟ وكيـف يتـم متريرهـا؟ وكيـف � كيـف ُتُن يف فهـم يــتم تلقيــها ــمن قــبل اجلمــهور؟ ج ـَْرَأة مفاهيـم هـذه النظريـة عىل مسـتوى الدراسـة، البـد مـن حتديـد ماهيـة �َ وقبـل َأ بـا، يف ظـل هـذا الثـراء � التـأطري اإلخبـاري. ولعـل الـخوض يف هـذه العمليـة، يبـدو صع مـن املشـارب املعرفيـة املختلفـة التـي تؤطرهـا. ومـع ذلـك، يمكـن التمييـز عىل -سـبيل املثـال ال احلرص- بني املقاربـة السوسـيولوجية التـي تركـز عىل إنتـاج األطـر اإلخباريـة؛ واملقاربـة السـيكولوجية، التـي تركـز عىل تـأثري التـأطري اإلخبـاري عىل اجلمهـور، بغـض النــظر ــعن املــصدر. إن مـا يسرتعـي االهـتامم يف هـاتني املقاربـتني هـو الرتكيـز عىل كيفيـة صنـع القصـص اخلربيـة حتـى تصبـح ذات معنـى وداللـة لـدى منتجهـا، ويتـم تفسريهـا مـن خالل .) 4 وجهـات نظـر وقيـم واعتبـارات متنوعـة( أن يـحدد 1974 فتامشـًيًا مـع املقاربـة السوسـيولوجية، حـاول غـوفامن ابتـداء مـن عـام الطريقـة التـي " الفرضيـة األساسـية التـي تنطلـق منهـا نظريـة التـأطري اإلخبـاري ب أنـها تنظـم وتصنـف وتقـدم وسـائل اإلعالم األحـداث مـن خالهلا، وتؤثـر يف أفـكار وردود ). ويف عمليـة التنظيـم والتصنيـف والتقديـم التـي متارسـها 5 ( " أفعـال اجلمهـور عليهـا وســائل اإلعالم يتــم إبــراز بعــض جوانــب الواقــع املتصــور، عىل حســاب جوانــب أخــرى، مــن خالل قصديــات القائــم باالتصــال. وهــو مــا يرتتــب عنــه تشــكيل لتصـورات واجتاهـات خاصـة باجلمهـور. ج ـًا لفهـم كيفيـة تشـكيل � ثـِل هن � يف نفـس السـياق، يـرى إنـتامن أن مفهـوم التـأطري يم عىل انتقــاء " وتوجيــه اإلعالم لفهــم اجلمهــور لألحــداث. وينطــوي هــذا التــأطري بعـض اجلوانـب مـن واقـع مـعني، وجعلـه أكثـر بـرو ًزًا يف النـص التـواصيل ]يف النـص اإلعالمـي]. وهـذه الطريقـة مـن شـأهنا أن تدفـع املتلقـي لتفـسري مـعني عىل حسـاب .) 6 ( " آخر

Made with FlippingBook Online newsletter