85 |
، وأن مـا " ضحيـة " الـدويل مشـدو ًدًا إىل فضـاء واحـد ووحيـد تظهـر فيـه إرسائيـل ب أنـها تقـوم بـه مـن طمـس ملعـامل هـذا الفضـاء وتـهجري لسـكانه وحماولـة هتويـده هـو نتيجـة ، وليـس إىل مـا مارسـته مـن حصـار شـامل لـهذا الفضـاء، " طوفـان األقىص " لـحدث
وللفــضاءات األــخرى املــسكوت عنــها. . التأطير اإلخباري للحرب على غزة 3 ا : القائم باالتصال أوا ًل
يبــدو الرصاع عىل الروايــة أولويــة قصــوى لصانــع القــرار الســيايس والعســكري ، بـل " معركـة األرض " ال تقـ ُّل شـأًنًا عـن " معركـة الروايـة " اإلرسائـييل، باعتبـار أن ُتُعـد جـز ًءًا ال يتجـزأ مـن الـحرب. لذلـك اسـتطاع القائـم بالدعايـة اإلرسائيليـة تعبئـة مجيـع الوسـائل والقـدرات االتصاليـة والدعائيـة مـن أجـل الرتويـج لـهذه الروايـة، وقـد بـرز ذلـك يف معظـم وسـائل اإلعالم الغـريب خالل األيـام األوىل مـن الـحرب. فتح َّوَلـت تـر ِّوِج ألطروحـات الروايـة اإلرسائيليـة � هـذه الوسـائل إىل أجهـزة أيديولوجية/دعائيـة التـي ُتُشـ ِّوِه حـركات املقاومـة الفلسـطينية وإرادة الفلسـطينيني يف التحـرر مـن االحـتالل .) 19 اإلرسائ ـييل( ع ـ ًا � لذلــك، نجــد أن معظــم الرسديــات الغربيــة، التــي لطــاملا اعــتربت نفســها مرج ألخالقيـات ولقواعـد املامرسـة املهنيـة، والسـيام قواعـد احليـاد واملوضوعيـة والتـوازن والعدالـة املسـؤولية، مـا فتئـت أن انزاحـت عـن هـذه األخالقيـات والقواعـد، وكشـفت مـن خالل املعالـجة اإلعالميـة للحـرب عىل غـزة عـن انحيـاز تـام للجانـب اإلرسائـييل، باعتامدهــا عىل نمــوذج روائــي واحــد، هــو الروايــة اإلرسائيليــة، دون نامذج أخــرى. ) Intertextuality ( التنـاص بمعنـى أن أغلـب الرسديـات الغربيـة تغيـب فيهـا احلواريـة و ص ـًا متعـددة، وال مـكان للغـات خمتلفـة، وال مـجال ألصـوات � ثـَل نصو � )؛ إذ ال تتم 20 ( متعـددة تؤسـس لـحوار بني الشـخصيات املختلفـة، بـل تـ َّم تـأطري هـذه الرسديـات يف حـدود اسـتيعاب النـص الروائـي اإلرسائـييل الواحـد، واللغـة اإلرسائيليـة الواحـدة، والصــوت اإلرسائــييل الواحــد، دون فســح املجــال للروايــة الفلســطينية واللغــة بالتعـبري مونولـوج الفلسـطينية والصـوت الفلسـطيني. لذلـك يـجد املتلقـي نفسـه أمـام باملفهــوم التطــهري املرسحــي؛ إذ يتــم التامهــي مــع الشــخصية اإلرسائيليــة إىل حــدود األرسـطي، أي التعاطـف معهـا بشـكل كيل. وهـذا مـا توصلـت إليـه دراسـة أجراهـا
Made with FlippingBook Online newsletter