العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 104

بانهـا فيهـا كالمـد والجـزر، بحسـب موازيـن القـوة السـائدة، ِ ناو ُ تاريخيـة، ي ٍ حبـل ِّ شـد ثـم ً وفـي الأعـم الأغلـب يتقاسمانهـا فيهـا بينهمـا: برقـة لمصـر (تحـت الفراعنـة مثـ البطالسـة والعـرب)، وطرابلـس لإفريقيـة أو المغـرب الأدنـى أو تونـس (كمـا حـدث تحـت قرطاجن ـة وأي ـام الأغالب ـة والحفصي ـة). ول ـم تكـن مع ـارك الم ـد والجـزر ب ـن فــة للظاهــرة َّ الحلفــاء والمحــور فــي الحــرب العالميــة الثانيــة إلا ترجمــة حديثــة ومكث .)57(” ـا ً نفسـها أساس ـا ف ـي الهوي ـة الليبي ـة ب ـن الدائرت ـن المغربي ـة والمش ـرقية ً كم ـا لاحـظ حم ـدان تجاذب لأســباب تاريخيــة وثقافيــة؛ حيــث “دخلــت ليبيــا فــي علاقــات حميمــة وبعيــدة لقـي بظلهـا الحضـاري علـى برقـة، ُ المـدى مـع المشـرق، وخاصـة مصـر التـي كانـت ت . ولقـد كانـت ليبيـا الإسـ مية ً مثلمـا كانـت طرابلـس تقـع فـي ظـل تونـس حضـارة ). ورغـم أن ليبيـا إحـدى 58(” ـا إلـى الأزهـر، كمـا تنظـر إلـى الزيتونـة ّ ً تتطلـع تقليدي ـا ً دول المغـرب العربـي الخمـس، فـإن عوامـل الجغرافيـا والتاريـخ جعلتهـا أكثـر ارتباط بالمشـرق العرب ـي م ـن ال ـدول المغاربي ـة الأربع ـة الأخـرى (تون ـس والجزائ ـر والمغ ـرب وموريتاني ـا). ـا)، ّ ً ـا وحضاري ّ ً ا (أنثروبولوجي ّ ً ولذل ـك، لاحـظ حم ـدان أن “ليبي ـا م ـن المغ ـرب بشـري ـل َّ ). ثـم توص 59(”) ـا ّ ً ا ومناخي ّ ً ـا وتضاريسـي ّ ً ـا (جيولوجي ّ ً ـا طبيعي ً ولكنهـا ليسـت فيـه تمام ). ولئـن كان 60(” ً ... وهـي أكثـره مشـرقية ً إلـى أن ليبيـا “أقـل المغـرب العربـي مغربيـة ـا فـي التأكيـد علـى البعـد المشـرقي الليبـي، فقـد سـبقه ابـن خلـدون ّ ً حمـدان محق فـي ملاحظـة هـذه الظـ ل الثقافي ـة المصري ـة، لا فـي ليبي ـا فقـط، ب ـل فـي تون ـس أكثـر بالتـراث الحضاري الأندلسـي. ٌ ـا. بينمـا وجـد ابـن خلـدون أن المغـرب متأثـر ً أيض م ـن “وأم ـا المغ ـرب فانتق ـل إلي ـه -من ـذ دول ـة الموحدي ـن- يق ـول اب ـن خل ـدون:

Made with FlippingBook Online newsletter