العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 106

مفقـود فـي تحليـل حمـدان للجغرافيـا السياسـية الليبيـة، وهـو البعـد ٍ عـد ُ نقـف مـع ب مـن الحديـث عـن أبعـاد أربعـة لليبيـا، ربمـا يكـون الأدق الحديـث ً الأناضولـي. فبـد عـن أبعـاد خمـس: ثلاثـة أبعـاد بريـة (المشـرقي والمغربـي والإفريقـي) وبعـدان بحريـان (أناضولـي وأوروبـي). لكـن حمـدان لـم يمنـح البعـد الأناضولـي حقـه مـن الاهتمـام، عـد ُ رغـم عمقـه التاريخـي وأهميتـه الاسـتراتيجية. ويكفـي دلالـة علـى أهميـة هـذا الب ك ـم عثمان ـي -مباش ـر وغي ـر مباش ـر- لليبي ـا عل ـى ُ م ـن ح ُ م ـا أش ـرنا إلي ـه م ـن قب ـل مـدى أربعـة قـرون، وصيانـة العثمانيـن لـ رض الليبيـة علـى مـدى تلـك القـرون مـن لـة بدوافـع الثـأر التاريخـي والنفـوذ الاسـتراتيجي. َّ القـوى الأوروبيـة الصاعـدة، المحم ن تحليلاتــه السياســية بالهــوى القومــي- وضــع َّ ا مــا تتلــو ً إن حمــدان -الــذي كثيــر البع ـد الأناضول ـي ضم ـن البع ـد البح ـري الش ـمالي، ونظ ـر إل ـى كل ذل ـك بمنظ ـور الاحت ـ ل الأجنب ـي ل ـ رض الليبي ـة، وه ـو ف ـي ذل ـك يق ـول: “رغ ـم أنه ـا جـاءت لـت بالأمـر الواقـع إلـى اسـتعمار تقليـدي، َّ ة للتحريـر، فـإن القـوة التركيـة تحو َّ مدعـو ـا كمـا حـدث فـي الجزائـر ً وإن يكـن مـن نـوع خـاص هـو الاسـتعمار الدينـي، تمام .)65(” مـن قب ـل وتون ـس مـن بع ـد ـة كبيـرة مـن حمـدان، تتجاهـل الفـارق الكبيـر بـن العثمانيي الذيـن جاءوا َّ وهـذه زل إلـى ليبيـا لتخليصهـا مـن تسـلط “الفرسـان الصليبيـن” مـن الطليـان والإسـبان، وبـن ـا وحضـارة وثقافـة. كمـا أن الحديـث ً القـوى الأوروبيـة المعاديـة للشـعب الليبـي، دين ب ـه حم ـدان َّ ـا م ـع م ـا أق ـر ً ع ـن “اس ـتعمار دين ـي” ف ـي ه ـذا الس ـياق يتناق ـض تمام ،)66(” نفسـه مـن “دور الديـن فـي الصـراع والوعـي القومـي فـي المغـرب العربـي كلـه ومـع مـا لاحظـه باحث ـون غربي ـون مختصـون فـي الشـأن الليب ـي مـن عمـق الإيمـان .)67( بالوحـدة الإسـ مية فـي ثقافـة الليبيـن

Made with FlippingBook Online newsletter