العدد 8 – نوفمبر/تشرين الثاني 2020

| 116

ـي روح الـولاء للوطـن الواحـد. ِّ م َ ن ُ والثـروة بمـا يرفـع الإحسـاس بالغـن أو التميـز، وي ،)2011-1969( ــم بهــا معمــر القذافــي ليبيــا أربعــة عقــود َ فالانتهازيــة التــي حك ــخا البــداوة السياســية، والرخــاوة َّ بــه بعــض مكونــات المجتمــع ببعــض، رس ْ وضر الإداريـة، والانشـطار الإقليمـي؛ وهـذا أمـر يحتـاج الليبيـون إلـى تداركـه اليـوم. ومن غي ـر عـ ج ناجـع للثنائي ـة الإقليمي ـة، والاسـتقطاب السياسـي والعسـكري، سـيظل ا للدولـة الليبيـة، سـواء جـاء فـي شـكل تقاسـم ناعـم ً الاقتسـام الثنائـي تهديـد ُ خطـر للجغرافي ـا الليبي ـة. ٍ ـب ْ للنف ـوذ، أو اقتسـام صل : انزياح الأبعاد الليبية ً ثانيا مـن ال ـدلالات الاسـتراتيجية المتجـددة قضي ـة الأبعـاد الليبي ـة الأربعـة الت ـي شـرحها ـا بإضاف ـة البع ـد ً حمـدان باسـتفاضة. فهـذه الأبع ـاد الأربع ـة -الت ـي اعتبرناهـا خمس الأناضولـي إليهـا- جعلـت ليبيـا موقـع جـذب للقـوى الإقليميـة فـي حـوض المتوسـط ا م ـا وضـع هـذا ً وحول ـه، ب ـل للق ـوى الدولي ـة البعي ـدة مث ـل روسـيا وأمي ـركا. وكثي ـر ا ً ـر ُّ التجـاذب ليبيـا فـي حالـة انكشـاف اسـتراتيجي أمـام القـوى الخارجيـة. بيـد أن تغي عل ـى ه ـذه الأبع ـاد من ـذ أن نش ـر حم ـدان كتاب ـه ع ـن ليبي ـا، ع ـام َّ ـا ق ـد جـد ً عميق عـن ً ، فيمـا يشـبه الانزيـاح السياسـي فـي أدوار هـذه الأبعـاد وآثارهـا، فضـ 1973 ا فـي الماضـي، وتجاهلـه حمـدان فـي كتابه: ً بـروز البعـد الأناضولـي، الـذي كان ضامـر ا ً ـا لليبيـا أصبـح اليـوم خطـر ّ ً ا طبيعي ً ا ومـدد ً - فالبعـد المشـرقي الـذي رآه حمـدان سـند ـر فـي الوشـائج التاريخي ـة والحضاريـة العميقـة ُّ عليهـا. ولـم يكـن ذلـك بسـبب تغي ـا فـي مصـر، بـل لأن ً التـي تربـط الشـعب الليبـي بشـعوب المشـرق العربـي، خصوص ا، منـذ انـدراج مصـر ّ ً هـذا الجـوار المشـرقي أصبـح فـي موقـع المفعـول بـه اسـتراتيجي ــك الأميركي-الإســرائيلي، وارتهــان ســوريا للســطوة الروســية، وانخــراط َ ل َ فــي الف

Made with FlippingBook Online newsletter